Самт Нуджум
سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي
Исследователь
عادل أحمد عبد الموجود- علي محمد معوض
Издатель
دار الكتب العلمية
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
Место издания
بيروت
Жанры
История
أَيْضا رأى مَا نزل برَسُول الله
من النصب وَكَونه فِي ضيق من الْغَار مَعَ فرقة الْأَهْل ووحشة الغرباء وَكَانَ أرق النَّاس على رَسُول الله وأشفقهم عَلَيْهِ فَحزن وَقَول الله تَعَالَى ﴿فَأَنَزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ﴾ التَّوْبَة ٤٠ قَالَ أَكثر أهل التَّفْسِير يُرِيد على أبي بكر فَالضَّمِير لَهُ وَأما الرَّسُول
فَكَانَت السكينَة عَلَيْهِ وَقَوله ﴿وَأَيَّدَهُ بِجُنُودِ لَّمْ تَرَوْهَا﴾ التَّوْبَة ٤٠ الْهَاء فِيهِ رَاجِعَة إِلَى النَّبِي
والجنود الْمَلَائِكَة أنزلهم عَلَيْهِ الْغَار فبشروه بالنصر على أعدائه فأيده ذَلِك وَقواهُ على الصَّبْر وَقيل أيده بِجُنُود لم تَرَوْهَا يَعْنِي يَوْم بدر وحنين وَغَيرهمَا من مشاهده وَقد قيل الْهَاء رَاجِعَة على النَّبِي
فِي الْمَوْضِعَيْنِ عَلَيْهِ وأيده جَمِيعًا وَأَبُو بكر تبع لَهُ فَدخل فِي حكم السكينَة بِالْمَعْنَى وَكَانَ فِي مصحف حَفْصَة فَأنْزل الله سكينته عَلَيْهِمَا﴾ وَقيل إِن حزن أبي بكر عِنْدَمَا رأى بعض الْكفَّار يَبُول عِنْد بَاب الْغَار كَمَا سَيَأْتِي ذكره قَرِيبا فأشفق أَبُو بكر أَن يَكُونُوا قد رأوهما فَقَالَ لَهُ النَّبِي
لَا تحزن فَإِنَّهُم لَو رأونا لم يستقبلونا بفروجهم عِنْد الْبَوْل إِن لقريش نخوة وَلما تشاغلوا بِشَيْء عَن أَخذنَا فَائِدَة زعمت الرافضة أَن فِي قَوْله ﵊ لأبي بكر ﵁ غضا مِنْهُ وذمًا لَهُ فَإِن فِي حزنه ذَلِك إِن كَانَ طَاعَة فالنبي
لَا ينْهَى عَن الطَّاعَة فَلم يبْق إِلَّا أَنه مَعْصِيّة فَيُقَال لَهُم على طَريقَة الجدل قد قَالَ تَعَالَى لرَسُوله مُحَمَّد
﴿فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ﴾ يس ٧٩ وَقَالَ تَعَالَى ﴿وَلَا يحزنك الَّذين يُسَارِعُونَ فِي الْكفْر﴾ آل عمرَان ١٧٨ وَقَالَ لمُوسَى ﵊ ﴿خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ﴾ طه ٢١ وَقَالَت الْمَلَائِكَة للوط ﵊ ﴿وَلما إِن جَاءَت رسلنَا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وَقَالُوا لَا تخف وَلَا تحزن﴾ العنكبوت ٣٣ فان زعمتم إِن الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام حِين قيل لَهُم هَذَا كَانُوا فِي مَعْصِيّة فقد كَفرْتُمْ ونقضتم أصلكم فِي وجوب الْعِصْمَة للْإِمَام الْمَعْصُوم فِي زعمكم وَهُوَ من غير الْأَنْبِيَاء فَكيف بهم وَإِنَّمَا قَوْله ﵊ لَا تحزن وَقَوله تَعَالَى لأنبيائه مثل هَذَا تسكين لإيحاشهم وتيسير لَهُم وتأنيس لَا على جِهَة النَّهْي الَّذِي زَعَمُوا وَلَكِن كَمَا قَالَ تَعَالَى (تتنزل عَلَيْهِم
1 / 347