رحلتي إليها فقلت :
ومذ سمعت بهذا اللغز أذني
أتاني من تفضله الجواب
المراد من (أخيريه) الدال المهملة (1) تصحف بالمعجمة ، والياء المثناة تصحف بالباء الموحدة فيكون منه (كاذب). ولا شك أن له في الخبث بابا.
وعلى ذلك فمن نوادر الأكاذيب مما يتعلل به ويجري مجرى الفكاهة ببعض الهزل ، وإحجام النفس عن الجد ، كما قيل (2):
أفد طبعك المكدود بالجد راحة
يجم وعلله بشيء من المزح
ما حدث الصاحب بن عباد عن الوزير أبي محمد المهلبي : أن بعض الأحداث من بغداد من أولاد أرباب النعم فارق أباه مستوحشا ، وخرج إلى البصرة ، وكان في الفتى أدب وظرف. فدخلها وقد انقطع به الحال ، وتحير في أمره ، فسأل عمن يستعان به من أهلها من الفضلاء ، فوصف له نديم لأمير كان بها في ذلك الوقت من المهالبة ، فقصده وعرض عليه نفسه ، وعرفه أمره. فقال : أنت من أصلح الناس لمنادمة هذا الأمير ، وهو من أحوج الناس إليك إن صبرت منه على خلة ، فقال : وما هي؟ قال : هو رجل مشغوف بالكذب لا يصبر عنه ولا يفيق منه ، ولا بد لك من تصديقه في كل شيء يقوله ، وكل كذب يختلقه لتحظى بذلك عنده ، وإن لم تفعل ذلك لم آمنه عليك ، فقال الفتى : أنا أفعل ذلك ، واحتذي رسمك فيه ولا أتجاوزه.
فوصفه هذا النديم لصاحبه ، فقال : لا يكون يغداديا يسيء الأدب ،
Страница 169