ومن شعره الذي تناقلته الركبان قوله :
يلقى الندى برقيق وجه مسفر
فإذا التقى الجمعان عاد صفيقا
رجع : وما زلنا راتعين بين تلك الرياض الوريفة ، مرتبعين من ذلك خصبه وريفه ، والربيع قد خلع على الأرض أثوابه ، وفتح من الأنس للزائر أبوابه ، فتجلى الروض بوجه وسيم ، وصح الهوى واعتل النسيم ، والرياض مفترة المباسم ، والرياح معطرة النواسم ، والغصون قدود ، والورد خدود ، والزهر مبلول ، والنهر حسام مسلول.
نهر يهيم بحسنه من لم يهم
ويجيد فيه الشعر من لم يشعر
وكم من روضة تختال في خلع الغمام ، وترتاح أغصانها إلى سجع الحمام ، قد التحفت حللا محضرة ، وجعلت نوارها للبدر غرة وللشمس طرة.
وحديقة مطلولة باكرتها
والشمس ترشف ريق أزهار الربى (1)
فاستقبلنا العيش في هذا القطر جديدا ، وحلينا منه للزمان جيدا ، نتبع اليوم بالأمس ، ونلحق البدر بالشمس ، ونحن في أمان من أخوان الزمان.
لا تبعدن وإن طال الغرام بها
أيام لهو عهدناها وليلات
هذا ولولا ما يعتن بالبال لتذكر الوطن من البلبال لأنشدت في هذه القرية قول القائل من غير فرية :
Страница 150