وجاء عن أبي الدرداء عن ابن مسعود : ( إن الله تبارك وتعالى سن لكل نبي سنة ، وسن لنبيكم ، فمن سنة نبيكم : هذه الصلوات الخمس في جماعة ، وقد علمت : أن لكل رجل منكم مسجدا في بيته ، ولو صليتم في بيوتكم لتركتم سنة نبيكم ، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم)(1)، فاتقوا الله وأمروا بالصلاة في جماعة من تخلف ، وإن لم تفعلوا تكونوا آثمين ، ومن أوزارهم غير سالمين ، لوجوب النصيحة لإخوانكم عليكم ، ولوجوب إنكار المنكر عليكم بأيديكم ، فإن لم تستطيعوا فبألسنتكم وقد جاء الحديث : ( يجيء الرجل يوم القيامة متعلقا بجاره ، فيقول : يارب هذا خانني ، فيقول : يا رب ، وعزتك ، ما خنته في أهل ولا مال ، فيقول : صدق يا رب ، ولكنه رآني على معصية فلم ينهني عنها )(2)، والمتخلف عن الصلاة عظيم المعصية ، فاحذر تعلقه بك غدا ، وخصومته إياك بين يدي الجبار ، ولا تدع نصيحته اليوم ، إن شتمك وآذاك وعاداك فإن معاداته لك اليوم أهون من تعلقه بك غدا ، وخصومته إياك بين يدي الجبار ، ودحضه حجتك في ذلك المقام العظيم ، فاحتمل الشتمة اليوم لله ، وفي الله ، لعلك تفوز غدا مع النبيين والتابعين لهم في الدين(3) .
فإن رأيتم اليوم من يصلي تطوعا ، ولا يقيم صلبه بين الركوع والسجود : فقد وجب عليكم أمره ونهيه ونصيحته ، فإن لم تفعلوا كنتم شركاؤه في الإساءة والوزر والإثم والتضييع .
Страница 127