فقالت وهي تبتسم: «لعل الفرج قريب ... إن السلطان صلاح الدين آت لمشاهدتك.»
قالت: «هو طلب ذلك من تلقاء نفسه؟» وتوردت وجنتاها من البغتة.
قالت: «نعم يا سيدتي، فلعل عنده خبرا يسرك. قومي والبسي ثيابك.»
فنهضت وساعدتها ياقوتة في اللبس فارتدت ثوبا بسيطا وأصلحت شعرها وخمارها، وخرجت إلى قاعة الاستقبال وركبتاها ترتعشان من التأثر.
وبعد قليل سمعت وقع خطوات في الدار وإذا ببهاء الدين قراقوش قد دخل وهو يقول: «إن مولانا السلطان قادم.»
فتهيأت سيدة الملك لملاقاته. ثم دخل صلاح الدين وهو يتلطف في إلقاء التحية، فهمت بالنهوض له، فأشار إليها أن تقعد وهو يبتسم وقال: «اجلسي يا أختي، قد أبطأت في زيارتك هذه المرة لغيابي عن مصر، كيف أنت؟ أرجو أن تكوني في خير.»
فلما سمعته يناديها بالأخوة انبسطت نفسها وقالت: «طالما كنت مشمولة برضاء السلطان صلاح الدين فأنا في خير، والحمد لله.»
قعد صلاح الدين على وسادة بين يديها وهو يشير إلى قراقوش أن يقعد. وظلت ياقوتة واقفة. فقال صلاح الدين يخاطب سيدة الملك: «أرجو أن تكوني حائزة أسباب الراحة في هذا القصر.»
قالت: «نعم إني من نعم السلطان لا ينقصني شيء من أسباب الراحة؛ لأن الأستاذ بهاء الدين لا يدخر وسعا في هذا السبيل ... ويكفيني من أسباب السعادة أن يدعوني السلطان صلاح الدين أخته.»
قال: «فإذا كنت راضية عن هذه الأخوة لم يبق باعث لوضع هذا النقاب على محياك.» وضحك.
Неизвестная страница