Тегеранская узница: История выживания женщины в одной из иранских тюрем
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Жанры
كنت أذهب أسبوعيا لزيارة أرام وأسرته. كنت أسير ملتصقة بالمباني التماسا للأمان - فالرصاصات الطائشة كانت تصيب وتقتل الكثيرين - وأقطع الشارع بأقصى سرعة ممكنة بينما أتوخى الحذر كيلا أقترب من المتظاهرين أو الجنود. وفور أن أركب الحافلة، أحاول الجلوس في مكان آمن. كان أرام شديد الخوف من نزولي الشارع؛ نادرا ما كان يخرج من منزله، وطلب مني أن أبقى في المنزل، لكني أوضحت له أن الشعور بالملل من الحبس في المنزل كفيل بأن يودي بحياتي، فطلب مني أن أتصل به على الأقل قبل أن أغادر منزلي.
سألته: «وما الفائدة من اتصالي قبل مغادرة المنزل؟» - «كي أفعل شيئا إن لم تحضري في الموعد.» - «مثل ماذا؟»
حدق إلي وعلت وجهه نظرة مرتبكة. - «سآتي وأبحث عنك.» - «أين؟»
امتلأت عيناه بالألم، وأدركت كم كنت قاسية عليه. كان قلقا علي، ولم يشأ أن يعيد التاريخ نفسه.
أمسكت بيديه وقلت: «أرام، أنا آسفة! سامحني! لست أدري ماذا حل بي، أنا غبية! سوف أتصل، أعدك بذلك.»
فعلت وجهه ابتسامة مرتبكة.
طلبت من إيرينا أن تعلمني الحياكة كي أشغلها فحسب. عندما كنت أزورهم، كنا جميعا نجلس في غرفة المعيشة نحتسي الشاي، ولأن محطات الإذاعة والتلفاز المحلية كانت خاضعة للرقابة، كنا نستمع إلى إذاعة «بي بي سي» لنتعرف على ما يحدث في بلادنا. أحيانا كنا نسمع صوت إطلاق الرصاص بعيدا، فيجعلنا الصوت المدوي نتوقف وننصت. أصاب الوهن إيرينا، وبدت والدة أرام أكثر هزالا كل مرة، أما والده الذي كان يبلغ من العمر ستة وأربعين عاما فقد بدا عليه الهرم فجأة، إذ ابيض شعره وظهرت التجاعيد واضحة على جبهته.
كنت أنا وسارة نتحدث في الهاتف يوميا، ونتبادل الزيارات أحيانا. وعلى النقيض من والدي، كان والداها يؤيدان الثورة، بل إنهما اشتركا في عدد من الاحتجاجات، لكنهما لم يصطحبا معهما سارة أو سيرس. أخبرتني سارة أن والدتها ترتدي شادورا أسود عندما تخرج في المظاهرات. كان من الصعب أن أتخيل والدة سارة وهي ترتدي شادورا، فقد كانت أكثر النساء اللواتي عرفتهن في حياتي أناقة. أخبرتني أيضا أن سيرس ينوي التسلل من المنزل ذات يوم كي ينضم إلى إحدى المظاهرات، وأنها طلبت منه أن يصطحبها معه، لكنه رفض بحجة أنها صغيرة وأن في الأمر خطورة عليها. توسلت إلى سارة ألا تذهب، وذكرتها باختفاء أراش، لكنها قالت إنه حري بالناس أن ينبذوا الخوف ويقفوا في وجه الشاه الذي استغل نفط بلادنا لتكديس المزيد من الثروات وبناء القصور وإقامة الحفلات المترفة وزيادة أرصدته في بنوك الدول الأجنبية، إضافة إلى أنه سجن وعذب من انتقدوه.
قالت سارة: «عليك أن تأتي أنت أيضا من أجل أراش. الشاه لص وقاتل، ولا بد أن نتخلص منه.»
ذات يوم اقتحم مجموعة من الناس المطعم الصغير الذي يقع أسفل منزلنا وهم يصرخون «فليسقط الشاه»، وحطموا جميع النوافذ وأخذوا كل علب الجعة والمشروبات الكحولية الأخرى التي وجدوها، ووضعوها في منتصف الطريق وأضرموا فيها النيران، فانفجرت علب الجعة، واهتزت نوافذ منزلنا إثر ذلك. كنت أعرف أصحاب المطعم جيدا؛ كانوا أسرة أرمنية تسكن بجوارنا منذ أعوام. لم يصابوا بجروح في الحادث، لكنهم شعروا بالذعر الشديد. •••
Неизвестная страница