Тегеранская узница: История выживания женщины в одной из иранских тюрем
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Жанры
جلست على فراش أراش وأعدت الخطاب لأرام. كان هناك قميص أزرق على وسادة أراش، فأمسكت به. كان أحد قمصانه المفضلة التي ارتداها مرارا في ذلك الصيف. شممت القميص، ووجدته لا يزال يحمل رائحته. كنت أتوقع دخول أراش غرفته وعلى وجهه ابتسامته الدافئة وهو ينطق اسمي بصوته الدافئ الحنون.
كنت قد شاهدت الأخبار الليلة الماضية، ولم تكن هناك أي إشارة لمظاهرة ميدان «جاله»، فكل قنوات التلفاز مملوكة للدولة، ومن ثم تجاهلت معظم الأحداث والنكبات الأخيرة. لم أفهم لم قد يعطي الشاه أوامره للجيش بإطلاق النار على المتظاهرين. لماذا لم يستمع إلى مطالبهم ويتحدث إليهم؟
توجهت إلى النافذة ونظرت للخارج، وتساءلت هل فكر أراش في من قبل وهو يقف في النافذة يراقب الشارع الهادئ. وقف أرام بجواري يحدق إلى الشارع، وتمزق قلبي حزنا لأجله. كان هو وشقيقه شديدي الاختلاف، لكن أيضا شديدي القرب أحدهما من الآخر.
وفي غرفة المعيشة، جذبت انتباهي صورة لهما معا: طفلان صغيران في عمر السابعة والتاسعة تقريبا وذراع كل منهما تحيط بعنق شقيقه وهما يضحكان.
الفصل الثامن
قالت لي سارة: «حان دور مبنانا في الحصول على المياه الساخنة الليلة.» كانت أول ليلة لي في «246». أوضحت لي أننا نحصل على الماء الساخن مرة كل أسبوعين أو ثلاثة، وكل مرة لا تدوم أكثر من ساعتين أو ثلاث، وسوف يحين دور غرفتنا في الاغتسال نحو الثانية صباحا. وأضافت: «لكل منا عشر دقائق تغتسل فيها. سوف أوقظك عندما يحين الموعد.»
حان وقت النوم، وكانت أنوار الغرف تطفأ في الحادية عشرة كل ليلة، بينما تبقى أنوار الممرات مضاءة طوال الوقت. عرفتني سارة بالفتاة المسئولة عن «الأسرة»، وحصلت كل منا على ثلاث بطاطين. كان جميع الفتيات ينمن على الأرض جنبا إلى جنب، وكل منا لها بقعة مخصصة تتغير باستمرار. كان عدد الفتيات كبيرا جدا، حتى إن البعض كان ينام في الممرات. وجدت مكانا بجوار سارة في الغرفة، وطويت إحدى البطاطين ثلاث مرات كي أنام عليها واستخدمت الثانية وسادة والثالثة غطاء. وعندما استقر الجميع في أماكنهن، لم يعد هناك مكان خال. كان الذهاب إلى دورة المياه في منتصف الليل تحديا كبيرا؛ إذ كاد يستحيل الوصول إلى دورة المياه دون أن تطأ إحداهن بقدميك. في عهد الشاه كان «246» بطابقيه العلوي والسفلي يضم نحو خمسين سجينا، أما الآن فقد وصل العدد إلى نحو ستمائة وخمسين.
أيقظتني سارة كما وعدتني. شعرت في بادئ الأمر بالارتباك ولم أدر أين أنا، ثم أدركت أنني لست في فراشي بالمنزل، بل في «إيفين». اختلط صوت المياه المتدفقة من الأدشاش بأصوات الفتيات، وساعدتني سارة في النهوض، فنهضت وأنا أعرج. كانت غرفة الاغتسال أسمنتية الجدران والأرضية مطلية باللون الأخضر الداكن، وتقسمها ألواح بلاستيكية سميكة إلى ست حجيرات منفصلة، وعلى كل فتاتين مشاركة نفس الحجيرة مدة عشر دقائق. كان الجو مشبعا بالبخار ورائحة الصابون الرخيص، وأخذت أنظف جسدي وأنا أبكي.
في تلك اللحظة التي خلعت فيها العصابة عن عيني في ليلة الإعدام تغيرت حياتي تماما. كنت قد مررت بالعديد من التجارب الصعبة من قبل، ولكنها لم تؤثر في كنه حياتي؛ فقدت أحبائي، وألقي القبض علي، وتعرضت للتعذيب، لكن تلك الليلة أخذتني إلى آفاق أبعد بكثير. كان وقتي في هذا العالم قد انتهى، لكنني ما زلت على قيد الحياة. ربما يكون هذا هو الخط الفاصل بين الحياة والموت، وأنا لا أنتمي لأي منهما.
ذهبنا إلى أماكن النوم بعد الاغتسال. كان المكان ضيقا للغاية، حتى إنني إذا استلقيت على ظهري فسوف أضايق المجاورات لي، فواجهت سارة وحافظت على ركبتي مفرودتين قدر الإمكان. فتحت سارة عينيها، وابتسمت. - «مارينا، لا أقصد إزعاجك، وأعلم أن كلامي هذا قد يبدو غبيا، لكني سعيدة بوجودك هنا معي، فقد كنت أشعر بوحدة شديدة قبل أن تأتي.» - «أنا أيضا سعيدة لأننا معا.»
Неизвестная страница