Тегеранская узница: История выживания женщины в одной из иранских тюрем
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Жанры
قالت المرأة بلهجة آمرة: «مارينا، اخلعي العصابة.» فأطعت الأمر. كانت تبلغ من العمر نحو خمسة وعشرين عاما، وأطول مني بنحو ربع متر، ذات عينين سوداوين واسعتين وأنف كبير وشفتين رفيعتين؛ صفات اجتمعت معا كي تكون وجها شديد الجدية. كانت ترتدي شادورا أسود، وسألت نفسي: هل ابتسمت في حياتها من قبل؟
كان المكان أشبه بغرفة مكتب مساحتها نحو أربعة في ثلاثة أمتار ونصف، وبها مكتب وأربعة مقاعد معدنية، بالإضافة إلى طاولة معدنية مستوية مغطاة بأكوام من الورق. ومن خلال النافذة ذات القضبان الحديدية، تسللت شمس الصباح لتغطي أرضية الغرفة.
قالت المرأة: «مارينا، أنا الأخت مريم. أخبرني الأخ علي عنك.» أوضحت لي أن المبنى الذي كنا فيه والذي يحمل رقم «246» مكون من طابقين؛ الطابق الأول به ست غرف، والطابق الثاني به سبع غرف، وأني سأقيم في الغرفة «7» بالطابق الثاني. ثم نادت اسما في مكبر الصوت، وبعد بضع دقائق دخلت فتاة في مثل عمري المكتب، وقدمتها لي الأخت مريم على أنها سهيلة. كانت سجينة مثلي، ومندوبة عن الغرفة «7».
كانت سهيلة فتاة ذات شعر بني قصير، ترتدي سترة زرقاء وسروالا أسود، ولم تكن ترتدي الحجاب. خمنت أنه لما كان مبنى «246» للنساء فقط، فليس لزاما علينا ارتداء الحجاب طوال الوقت. كانت أبواب حجرة المكتب تطل على ردهة خالية يبلغ طولها نحو سبعة أمتار ونصف، وعرضها أقل من ثلاثة أمتار، وبينما كنا نعبرها لاحظت السلم المؤدي إلى الطابق الأسفل. ظللت أعرج خلف سهيلة حتى تأخرت عنها، فتوقفت ونظرت خلفها وحدقت إلى قدمي ثم قالت: «آسفة، لم أدرك ذلك. ضعي ذراعك على كتفي، وسوف أساعدك.»
وصلنا إلى باب معدني مدعم بقضبان حديدية، دفعته سهيلة، ثم دلفنا إلى ممر ضيق. كانت هناك فتيات في كل مكان. مررنا بثلاثة أبواب، وتبعنا الممر مع انعطافه بزاوية قائمة، ثم مررنا بثلاثة أبواب أخرى، ودخلنا الباب الأخير الذي يحمل عنوان الغرفة 7. نظرت حولي، فرأيت مساحة الغرفة نحو سبعة أمتار ونصف في خمسة أمتار، والأرض مغطاة بسجادة مهترئة بنية اللون. وفوق مستوى نظري بقليل رف معدني بعرض الحائط وضعت فوقه أكياس بلاستيكية ممتلئة بالملابس وحقائب أصغر منها معلقة بواسطة خطاطيف تحتها. كان الطلاء البني الفاتح الذي يغطي الجدران والأبواب المعدنية رقيقا متسخا، وفي أحد الأركان فراش ذو طابقين. كانت البرطمانات والأوعية مختلفة الأشكال والأحجام تغطي الطابق الأول من الفراش، والأكياس البلاستيكية الممتلئة بالملابس تملأ الطابق الثاني. وفي ركن آخر بجوار النافذة المدعمة بقضبان حديدية، كانت البطاطين العسكرية الرمادية مكدسة بعضها فوق بعض حتى كادت تصل إلى السقف. كانت الغرفة نظيفة مرتبة على نحو يثير الدهشة. رأيت نحو خمسين فتاة يجلسن على الأرض في مجموعات مكونة من ثلاث أو أربع يتجاذبن أطراف الحديث. كن كلهن في مثل عمري تقريبا، ونظرن إلي بفضول عندما دخلت الغرفة. لم تقو قدماي على حملي أكثر من ذلك، فسقطت على الأرض.
صاحت سهيلة وهي تنحني إلى جواري: «أيتها الفتيات، افسحن لها مكانا كي تستريح.» ثم قالت لي: «أعلم كم تؤلمك قدماك، لكنك ستكونين بخير. لا تقلقي.»
أومأت برأسي والدموع تملأ عيني.
هتف صوت مألوف: «مارينا!»
فرفعت بصري، وللحظة لم أميز الفتاة التي تقف أمامي. - «سارة ! حمدا لله! كم كنت قلقة عليك.»
لقد ذوى عودها، وشحبت بشرتها التي كانت فيما مضى بيضاء متوردة، وأحاطت الهالات السوداء بعينيها. تعانقنا عناقا حارا حتى أنهكت قوانا.
Неизвестная страница