Тегеранская узница: История выживания женщины в одной из иранских тюрем
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Жанры
عندما عدنا إلى المنزل ساعدتها كي تستريح في الفراش. لم تتناول معنا عشاء ذلك اليوم، ولم تنهض من فراشها في الصباح التالي. اصطحبها والداي إلى الطبيب في ذلك اليوم، وعند عودتهم ذهبت جدتي إلى الفراش مباشرة، ولم يجب والداي على أي من أسئلتي بشأن مرضها.
ذهبت إلى غرفتها، ووجدتها نائمة، فجلست على مقعد بجوارها، وانتظرت فترة طويلة حتى تحركت أخيرا ، وحينها فقط أدركت كم أصبحت هزيلة واهنة.
سألتها: «ما الخطب يا جدتي؟»
قالت: «أنا أحتضر يا مارينا.» كأنه أمر عادي يحدث كل يوم.
سألتها عما يحدث لنا بعد الموت، فطلبت مني أن أتأمل صورة معلقة على الحائط في غرفة نومها منذ أن تفتحت عيناي على العالم، وأن أخبرها بكل ما أراه في الصورة. قلت إنها صورة عجوز شعرها أشيب تتوكأ على عكاز وتسير في طريق في غابة مظلمة، وفي نهاية الطريق يوجد ضوء ساطع.
أوضحت جدتي أنها تشبه تلك العجوز، فقد ظلت تسير طوال حياتها التي استمرت سنوات عديدة حتى شعرت بالتعب، وأن حياتها كانت مظلمة وصعبة، وأنها واجهت العديد من العقبات لكنها لم تستسلم قط.
قالت: «والآن، حان دوري كي أرى وجه الرب.»
عارضتها: «لكن يا جدتي، لم لا يمكنك رؤية وجه الرب وأنت هنا معي؟ أعدك بأن أدعك تستريحين، ولن يتعين عليك الذهاب إلى أي مكان.»
ارتسمت على وجهها ابتسامة. تحسست أهداب عيني بأصابعها المرتجفة وقالت: «يا صغيرتي، لا يمكننا رؤية وجه الرب بهاتين العينين، ولكن بأرواحنا. عليك أن تعلمي أن الموت ليس إلا خطوة علينا أن نخطوها كي نصل إلى العالم الآخر ونحيا حياة مختلفة.» - «لكني لا أريد لأي شيء أن يتغير، فأنا أحب كل شيء كما هو الآن.» - «عليك أن تتحلي بالشجاعة يا مارينا.»
غير أني لم أكن أرغب في التحلي بالشجاعة. كنت خائفة، وحزينة، وبدا لي أن الشجاعة مثل الكذب من حيث التظاهر بأن كل شيء على ما يرام، بينما الحقيقة غير ذلك.
Неизвестная страница