Тегеранская узница: История выживания женщины в одной из иранских тюрем
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Жанры
فتح الباب ثم أغلق مرة أخرى، فقفزت من مكاني. عاد قارئ القرآن مرة أخرى، وعرف نفسه لي على أنه علي، وأخبرني أن حامدا مشغول بالتحقيق مع شخص آخر. أوضح لي أيضا أنه يعمل لحساب الفرقة السادسة التي تتبع «محاكم الثورة الإسلامية» التي تحقق في قضيتي. بدا لي هادئا وصبورا، ولكنه أكد علي ضرورة قول الحقيقة. كان غريبا أن أتحدث مع شخص دون أن أتمكن من رؤيته، ولم تكن لدي فكرة عن شكله أو عمره أو شكل الغرفة التي نحن فيها.
أخبرني أنه علم أني عبرت عن أفكار مناهضة للثورة في المدرسة، وأني كتبت مقالات ضد الحكومة في صحيفة المدرسة، ولم أنكر ذلك، فلم يكن هذا سرا أو جريمة. سألني هل عملت لحساب أي جماعات شيوعية، فأجبت بالنفي. كان يعلم بالإضراب الذي تزعمته في المدرسة، وكان مقتنعا بأنه يستحيل على أي شخص لا يملك علاقات بأحزاب سياسية محظورة أن ينظم إضرابا. لكنني أوضحت له أنني لم أنظم أي شيء، وهذه هي الحقيقة، كل ما في الأمر أني طلبت من مدرسة التفاضل أن تدرس لنا مادة التفاضل بدلا من الحديث عن السياسة، فطردتني من الفصل، وعندما خرجت، انضم لي زملائي، وسرعان ما علم معظم الطلاب في المدرسة بما حدث ورفضوا العودة إلى الفصول. لم يصدق علي أن الأمر قد يكون بهذه البساطة، وأكد لي أن المعلومات التي لديه تشير إلى أنني على صلة قوية بالجماعات الشيوعية.
قلت: «لا أدري من أين تستقي معلوماتك، لكنها خاطئة تماما. لقد درست الشيوعية مثلما درست الإسلام، ولم أتحول إلى الشيوعية تماما مثلما لم أتحول إلى الإسلام.»
قال ضاحكا: «هذا الأمر ممتع حقا! إن أعطيتني قائمة بأسماء الشيوعيين وكل المناهضين للثورة في مدرستك، فسأصدق أنك لا تكذبين.»
لماذا يطلب مني قائمة بأسماء زملائي في المدرسة؟ إنه على علم بأمر الإضراب وصحيفة المدرسة، ولا بد أن محمودي خانم تحدثت إليه وأعطته قائمة الأسماء، لكن لا يمكنني المخاطرة بإخباره أي شيء، لأنني لا أعلم شيئا عن الأسماء الأخرى التي تتضمنها القائمة بخلاف اسمي.
قلت: «لن أعطيك أي أسماء.» - «كنت أعلم أنك في صفهم.» - «لست في صف أحد، ولكن إن أخبرتك بأسمائهم فسوف تلقي القبض عليهم، ولا أريد أن يحدث ذلك.» - «أجل، سوف نلقي القبض عليهم حتى نتأكد من أنهم لا يفعلون شيئا ضد الحكومة، وإن تأكدنا من ذلك فسوف نطلق سراحهم. أما إن كانوا يتآمرون ضد الحكومة، فعلينا أن نوقفهم، وفي تلك الحالة فلا يلوموا إلا أنفسهم.» - «لن أعطيك أي أسماء.» - «وماذا عن شهرزاد؟ هل تنكرين معرفتك بها؟»
ظللت هنيهة لا أدري عمن يتحدث. من تكون شهرزاد؟ لكنني سرعان ما تذكرت. كانت صديقة جيتا وعضوا في جماعة شيوعية تدعى «فدائيي خلق». قبل نحو أسبوعين من بدء الإجازة الصيفية طلبت جيتا مني أن أقابلها؛ أملا في أن تقنعني بالانضمام إلى الجماعة، وبالفعل قابلتها مرة واحدة وأوضحت لها أنني مسيحية ملتزمة، ولست على استعداد للانضمام لأي جماعة شيوعية.
أخبرني علي أنهم كانوا يراقبون شهرزاد، وأنها علمت بأمر المراقبة واختبأت، وهم يبحثون عنها منذ فترة، ويعتقدون أنها ربما تكون قد قابلتني مرة أخرى، وأخبرني أيضا بأنه لا بد من وجود سبب وجيه يدعو شهرزاد لمقابلتي غير دعوتي للانضمام للفدائيين، فوقتها أثمن من أن تضيعه هكذا. حاولت كثيرا أن أؤكد له أنني لا علاقة لي بها، لكنه لم يصدقني. - «لا بد أنك تعرفين مكانها.» - «لا يمكنني أن أساعدك، لأنني لا أعرف مكانها.»
ظل علي هادئا أثناء التحقيق، ولم يرفع صوته قط. - «مارينا، اسمعيني جيدا. أرى أنك فتاة شجاعة، وأحترم ذلك كثيرا، لكن لا بد أن تخبريني بما لديك من معلومات. إذا لم تخبريني، فسوف تثور ثائرة الأخ حامد، وهو رجل يفتقر إلى الصبر. لا أود أن أراك وأنت تتألمين.» - «آسفة، لكن ليس لدي ما أخبرك به.»
قال: «آسف أنا أيضا.» ثم اقتادني خارج الغرفة عبر ثلاثة أو أربعة ممرات. سمعت صوت رجل يصرخ. طلب مني أن أجلس على الأرض. أخبرني علي أن الرجل الذي يصرخ لا يرغب مثلي في إطلاعهم على أي معلومة، ولكنه سيغير رأيه سريعا.
Неизвестная страница