Тегеранская узница: История выживания женщины в одной из иранских тюрем
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Жанры
بكت الفتاة بصوت عال، وفعلت ما طلب مني، فأمرني الرجل أن أتقدم أربع خطوات للأمام، وأغلق الباب خلفي، ثم أمرني بالجلوس على أحد المقاعد. - «أنت شجاعة جدا، وهي صفة نادرة الوجود في «إيفين». رأيت العديد من الرجال الأشداء ينهارون هنا. هل أنت أرمنية؟» - «كلا.» - «لكنك أخبرت الحرس بأنك مسيحية!» - «أنا مسيحية.» - «إذن فأنت آشورية؟» - «كلا.» - «لا أفهم. المسيحيون هنا إما أرمن أو آشوريون.» - «معظم المسيحيين الإيرانيين كذلك، لكن ليس جميعهم. جدتاي هاجرتا من روسيا إلى إيران عقب اندلاع الثورة الروسية.»
كانت جدتاي قد تزوجتا رجلين إيرانيين يعملان في روسيا قبل الثورة البلشفية عام 1917، لكن بعد الثورة أجبر زوجاهما على ترك الاتحاد السوفييتي لأنهما لا يحملان الجنسية الروسية، واختارت الزوجتان أن تأتيا إلى إيران معهما. - «إذن فهما شيوعيتان!» - «لو كانتا شيوعيتين، فلم غادرتا بلدهما؟ لقد غادرا لأنهما كرهتا الشيوعية. كانتا مسيحيتين متدينتين.»
أخبرني الرجل بأن في القرآن الكريم آيات تتحدث عن السيدة مريم والدة المسيح، وأن المسلمين يؤمنون بأن المسيح كان نبيا عظيما، وأنهم يحترمون السيدة مريم كثيرا. وعرض علي أن يقرأ لي ذلك الجزء من القرآن، وظللت أستمع إليه وهو يقرأ النص العربي، كان صوته عميقا رخيما.
عندما انتهى من القراءة سألني عن رأيي في الآيات. كنت أرغب في أن يستمر في القراءة، لأنني أدركت أني في أمان ما دام يواصل القراءة، ولكنني كنت أعلم أيضا أنه لا يمكنني الوثوق به، فهو غالبا أحد رجال الحرس الثوري الغلاظ الذين يعذبون الأبرياء ويقتلونهم دون أدنى شعور بالندم. - «إنه بديع للغاية. درست القرآن، وقرأت تلك الآيات من قبل.»
خرجت الكلمات من فمي مضطربة قليلا. - «أحقا درست القرآن؟ هذا يزيد الأمر تشويقا! مسيحية شابة شجاعة درست كتابنا! وما زلت تعتنقين المسيحية بالرغم من أنك تعلمين عن نبينا وتعاليمه؟» - «نعم، ما زلت أعتنق المسيحية.»
لطالما أخبرتني أمي أني أتحدث دون أن أفكر. كانت تقول ذلك عندما أجيب صدقا عن الأسئلة التي توجه لي، وعندما أبذل كل ما بوسعي كي لا يخطئ أحد فهمي.
ضحك قارئ القرآن، وقال: «كم هذا ممتع! أود أن أستكمل تلك المحادثة ولكن في وقت لاحق، أما الآن فالأخ حامد بانتظارك كي يلقي عليك بعض الأسئلة.»
بدا كأنني أثرت اهتمامه بالفعل، فربما أكون المسيحية الوحيدة التي رآها في «إيفين»، وربما توقع مني أن أكون كمعظم الفتيات المسلمات اللواتي ينتمين إلى عائلات محافظة؛ أن أكون هادئة خجولا مستكينة، لكنني لم أعرف أيا من تلك الصفات.
سمعته ينهض من مقعده ويغادر الغرفة. شعرت كأني فقدت الإحساس. ربما يكون هذا المكان خارج حدود الخوف؛ مكان تختنق فيه المشاعر الإنسانية الطبيعية دون أن تحظى حتى بفرصة المقاومة.
انتظرت وأنا أفكر في أنهم لا يملكون سببا لتعذيبي؛ فالتعذيب غالبا يستخدم لانتزاع المعلومات. لم أكن أعلم أي شيء قد يفيدهم، ولم أكن أنتمي لأي جماعة سياسية.
Неизвестная страница