Тегеранская узница: История выживания женщины в одной из иранских тюрем
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Жанры
لم يشعرني ذلك بالسعادة أو الحماس، فأنا أعلم أني حتى لو حصلت على البراءة فلن يتغير الأمر كثيرا، فأنا زوجة علي ويجب أن أظل معه إلى الأبد.
ثم أخبرني بأن علي أن أحضر تلك المحاكمة. - «وهل علي أن أقول شيئا؟» - «كلا، ما لم يوجه لك سؤال مباشر. سوف أحضر معك، لا تقلقي.»
وكانت لديه بعض الأنباء الأخرى؛ فسارة تتحسن وأعيدت إلى «246»، وصدر ضدها حكم بالسجن ثماني سنوات. - «ثماني سنوات؟ لقد وعدتني أنك ستساعدها!» - «مارينا، لقد ساعدتها بالفعل، وموقفها كان سيصبح أسوأ من ذلك لولا أنني تدخلت في الأمر، وعلى أي حال فلن تظل هنا طوال مدة العقوبة؛ سأحاول إضافة اسمها لقائمة إطلاق السراح المشروط. - «أنا آسفة يا علي، معك حق. لا أدري ماذا كنت سأفعل من دونك.»
ضحك وقال: «أظن أن هذا ألطف ما قلت لي حتى الآن.» وأدركت أنه كان محقا. •••
في صباح اليوم التالي اصطحبني علي من الزنزانة إلى المحكمة التي تقع في مبنى آخر يبعد مسيرة عشر دقائق. كان الموظفون والحرس يتدافعون من مبنى إلى آخر يجرون بعض السجناء خلفهم أحيانا. وجه كل من قابلنا تقريبا التحية لعلي بانحناءة خفيفة وهم يضعون يدهم اليمنى على قلوبهم، ثم يهزون رءوسهم باتجاهي ناظرين في الأرض. يجب على النساء المسلمات أن يغضضن البصر عند رؤية الرجال فيما عدا أزواجهن وآباءهن وإخوتهن وبعض الأقارب الآخرين، وقد طبقت تلك القاعدة بكل سرور. انحنى علي أيضا لأصدقائه وزملائه وحياهم بكلمات ودية. دخلنا المحكمة؛ مبنى قرميدي مكون من طابقين ذوي نوافذ مدعومة بالقضبان وممرات مظلمة. قرع علي بابا مغلقا فأجاب صوت جهوري «تفضل.» دخلنا فوجدنا ثلاثة من الملالي جالسين خلف مكاتبهم. وقف الثلاثة وصافحوا عليا فور أن دخلنا الغرفة، وعندما حيوني نظرت إلى الأرض ولم أقل سوى «السلام عليكم»، وطلبوا منا الجلوس.
قال الملا الذي يجلس في المنتصف: «بسم الله الرحمن الرحيم، تنعقد الآن رسميا محكمة العدل الإسلامية. كان قد حكم على السيدة مارينا مرادي بخت بالإعدام في يناير من عام 1982، ولكنها حصلت على عفو الإمام وخفف الحكم الصادر ضدها إلى السجن مدى الحياة، ومنذ ذلك الحين تغيرت حالتها تغيرا جذريا؛ إذ اعتنقت الإسلام وتزوجت من السيد علي موسوي الذي طالما دافع عن الإسلام بكل ما أوتي من قوة، وأظهر قدرا كبيرا من التضحية على وجه التحديد في خدمة الإمام في مواقف عديدة. وفي ضوء كل تلك التغيرات أعادت المحكمة النظر في قضيتها ورأت تخفيف الحكم الصادر ضدها إلى السجن ثلاث سنوات قضت منها بالفعل ثمانية أشهر.»
وقف جميع الملالي وصافحوا عليا مرة أخرى، ودعونا إلى تناول الشاي، وهكذا انتهت المحاكمة. •••
بعد بضعة أيام عدت إلى الغرفة رقم «6» في الطابق الأول من «246»، وفور أن دخلت الغرفة وجدت شيدا وسارة تقفان أمامي. تعانقنا كأننا شقيقات لم ير بعضهن البعض منذ حين، وفجأة وجدت سيما وبهار تعانقاننا عناقا حارا، حتى إننا توسلنا إليهما أن تتركانا. لم أصدق كم كبر كاوه ابن شيدا، فعمره الآن ستة أشهر.
سألت شيدا عندما جلسنا في ركن هادئ: «ماذا تفعلين بالطابق الأسفل؟» - «لقد نقلت إلى هنا منذ أسبوعين. أين كنت؟» - «في الزنزانات الانفرادية بمبنى «209».» - «لماذا؟» - «كانت تنتابني الكثير من نوبات الصداع ولم أستطع احتمال الضوضاء هنا، فنقلت إلى «209».» - «حسنا.»
أعلم أنها لم تصدقني، ولكنها لم ترغب في توجيه المزيد من الأسئلة. أخبرتني أن الحكم الصادر ضدها قد خفف إلى السجن مدى الحياة، ولكن زوجها لا يزال في قائمة المحكوم عليهم بالإعدام. - «أفكر في إرسال كاوه إلى والدي، مع أنه مسموح لي بإبقائه معي حتى يبلغ الثالثة من العمر، لكني أظن أن بقاءه معي سيكون فيه أنانية من جانبي، فهو لم ير شجرة أو وردة أو أرجوحة أو أي طفل آخر قط.»
Неизвестная страница