إن الحقائق البينة التي يجترئ الصهيونيون على إنكارها كثيرة لا تحصى إلا هذه الحقيقة التي لا تقبل المراوغة والمغالطة، فإنهم يسلمونها ويعلنونها، ويسلمها معهم أناس يبحثون قضية فلسطين بحث العالم المجرد عن الهوى، وأناس لا يفوهون بحرف في هذه القضية إلا لخدمة إسرائيل أو خدمة صهيون.
نشرت مجلة الشرق الأدنى في عدد الخريف سنة 1954 بحثا مفصلا بعنوان «اقتصاد إسرائيل المشوه» ذكرت فيه العوائق التي تشوه هذا الاقتصاد أو تمزقه فقالت:
أولا:
مقاطعة العرب، ومنها إغلاق قناة السويس، فإنها تحرمها موردا رخيصا من موارد الخامات وسوقا سهلة لتصريف البضائع المصنوعة.
وثانيا:
اضطرارها إلى إبقاء جيش قائم وإلى تقرير التجنيد العام، مما يكلفها نصف موارد الميزانية العادية.
وثالثا:
قطع أنابيب البترول من العراق إلى حيفا، وهو أمر لا يقصر عمل المصنع الخاص بالتكرير على خمس طاقته وكفى، بل يضطر إسرائيل إلى دفع عملة أجنبية ثمنا للبترول، بلغت في سنة 1953 نحو خمسة وأربعين مليون ريال، وكان في ميسورها - لولا المقاطعة - أن تشتريه بالعملة الوطنية.
وكتب خبير عسكري في الديلي تلغراف - هو الجنرال ه.ج مارتن
H.G Martin - فقال: «إن إسرائيل مضطرة إلى الاستعداد ببارودها الجاف في كل وقت.» وهو تعبير يراد به الاستعداد لتجريد السلاح بغير إمهال، فإن حدودها تبلغ ستمائة ميل، وليس لها عمق كبير، لأنها تضيق حتى تنقص عن سبعة أميال، وتتسع فلا تزيد على عشرين ميلا.
Неизвестная страница