ثم قال في ختام المقدمة: «وسواء تعلق الأمر بأرض الموعد فلسطين أو بهيئة عالمية تتمثل فيها حقوق اليهود ويتقرر بها مركزهم، فمستقبل اليهود بعيد من أن ينظر إليه كأنه مصير مبشر مأمول.»
والخلاصة في كلمتين «أن هؤلاء القوم الذين وصفهم القرآن بأنهم لا يعقلون لم يصنعوا بالوطن القومي في فلسطين إلا أنهم جروا بأيديهم عداوة حامية كانوا مستريحين منها، وخلقوا للدول الكبرى مشكلة كانت في غنى عنها، وعادوا مرة أخرى يبحثون عن أوطان، ويحارون فيما ينتظرهم من مصير».
الفصل العشرون
مصير الصهيونية العالمية في أعين أصدقائهم
لخصنا في الفصل الماضي أمثلة من نظرات الصهيونيين إلى مصيرهم كما بدا لهم منذ الحرب العالمية الثانية، ومؤداها جميعا أن مشكلة اليهود في العالم لا تحل بإقامة الوطن القومي في فلسطين، وأنهم ينظرون إلى أوطان أخرى في القارة الأوروبية، وإلى حلول أخرى لمشكلة اليهود الفردية في كل بلد من بلدان الحضارة.
ونلخص في هذا الحديث أمثلة من نظرات الأصدقاء المجاملين، وهم رجال ونساء مشتغلون بالمسائل العامة، سألهم الصهيونيون أن يصرحوا بآرائهم في مسألتهم، فصرحوا بها على مناهج شتى، من مجاملة النفاق، أو مجاملة التحفظ والاعتدال.
فمنهم من كان كالمعزي الذي أراد أن يسبق أهل الميت في العويل والصياح، فكان في آماله لأصدقائه صهيونيا أكثر من الصهيونيين.
ومنهم من تذكر أمانة الفكر وتبعة النصيحة العامة، فقال ما لا يغضب الحقيقة.
ومنهم من لجأ إلى روغان كروغان الساسة، فجاء بكلام لا يربط قائله، ولا يمنعه أن يفسره بما شاء.
فمن المجاملين الذين سبقوا أهل الميت في العويل والصياح كاميل هويسمان
Неизвестная страница