ونحن والله نود لو ينجحون في حملتهم على رئيس الوزارة البريطانية؛ لأن هذا النجاح سيكشف الحقيقة لأعين الناس، ويخرجها من حيز المناورات البرلمانية وراء الستار، ويومئذ ترجع الصهيونية إلى وكرها مسحوقة الرأس والذنب، ليستريح العالم من شرورها الجهنمية إلى أن يشاء الله.
إن القوم حمقى في الغاية من الحماقة، ولكنهم يسلمون من جرائر حماقتهم بحماقة مثلها في بعض الخصوم الذين ينهضون لمكافحتهم والقضاء عليهم فينفعونهم ويضمون إليهم الأعوان والأشياع.
عاداهم كما قدمنا جماعة الكوكلكس كلان في الولايات المتحدة وبلغ عددهم أربعة ملايين كعدة اليهود جميعا في تلك الولايات، ولكن حماقة هذه الجماعة سولت لها أن تعادي الصهيونية وتعادي معها الكنيسة الكاثوليكية وحركة التحرير التي ترمي إلى إنصاف السود والملونين، فاجتمع عليها من الأعداء أكثر مما تطيق.
وعاداهم في إنجلترا جماعة «المستميتين» في المحافظة إذ كان لسان حالهم صحيفة المورننج بوست، ثم عاداهم موزلي وأصحابه من أنصار الفاشية والنازية، فانتفع الصهيونيون بعداوة هؤلاء؛ لأنهم جمعوا معهم الأحرار والعمال والمحافظين المتوسطين.
ويعاديهم اليوم في فرنسا حزب «بوجاد» ولكنه لحماقته يحاربهم ويحارب الجمهورية ويريد أن يرجع بالاستعمار مائة سنة إلى الوراء ليحكم الشعوب الشرقية حكم السادة للعبيد.
حماقة خصومهم هي التي تنقذهم من حماقتهم، ولكن الله سخر لهم دويلة إسرائيل لتكشف عنهم كل مستور، وتثبت للعالم أنهم - كما وصفهم القرآن الكريم -
قوم لا يعقلون
فلا يريحون ولا يستريحون، ولن يزال العالم كله في خطر ما داموا يقبضون بأيديهم على زمام الدسيسة والغرور .
فإذا انقطع هذا الزمام فهم شر على أنفسهم وذويهم، والعالم في أمان.
ولا شك عندنا في حقيقة الحملة التي ترامت أخبارها من البلاد الإنجليزية، فإن الأسباب الظاهرة واهية لا تستر ما وراءها، وكلها تدور على غلاء المعيشة كأنه من المستحدثات في الأشهر الأخيرة، وقد كان قبل شهر يونيو في العام الماضي (1955) حين اجتمع برلمانهم الجديد؛ أشد مما هو اليوم.
Неизвестная страница