pino
والآخر يدعى بار جلعاد
Bar Gilad ، وكلاهما من زعماء الحركة الظاهرين في أنحاء القارة الأوروبية ... وكلاهما مذكور بالفخار في كتاب كمشي - الذي سبقت الإشارة إليه.
وكان هذا المكتب ينظم الهجرة الصهيونية سرا إلى فلسطين، في الوقت الذي تثار فيه الثائرة على الجستابو وفظائعه المسلطة على اليهود ...!
ولما أعلن الجنرال مورجان، بعد هزيمة ألمانيا، أنه لم ير أحدا من اليهود المهاجرين في حالة سيئة، وأنهم جميعا يهاجرون ووجوههم مشرقة، وجيوبهم منتفخة بالأموال؛ هبت عليه الأقلام المأجورة من أنحاء العالم تتهمه بالنازية والتواطؤ مع الأعداء، وتلح على حكومته بوجوب تجريده من ألقابه ومن كسوته العسكرية، جزاء له على كشف القناع عما وراء الستار.
هذه هي «دعوى الاضطهاد» في جوانبها التي تخفيها الصهيونية، وهي تدين المضطهدين قبل أن تدين المضطهدين، وتبرئ العالم كله من إثم الصهيونية؛ لأنها لو وجدت في عالم من الملائكة لما كان لها فيه نصيب أكرم من هذا النصيب، بل لعلها كانت في عالم الملائكة لا تنال من الرغد والنجاح ما تناله بالرشوة وخدمة الشهوات في ميادين السياسة الدولية، كما ابتلي بها العالم الآن.
الفصل السابع
الصهيونية العالمية والنبوغ
من الحقائق المتواترة، بل من المشاهدات العيانية الثابتة، أن الصهيونيين - كما قدمنا - مكروهون في كل مكان وفي كل زمن، وأنهم يعرفون ذلك ولا يجهلونه، ويعترفون به ولا ينكرونه ... لأنه أظهر من أن يجوز فيه المراء.
يعرف الصهيونيون أنهم مكروهون، ويعترفون بذلك لأنه ظاهر متواتر، ولكنهم لا يعترفون به لمجرد الاعتراف بالواقع الظاهر المتواتر، بل يعترفون به لأنهم ينتفعون منه، ولأن دعواهم كلها قائمة على شكوى الظلم والاضطهاد، وعلى الحاجة الملحة إلى الإنصاف.
Неизвестная страница