كانت الزوجة الأخرى جالسة في كوخها لا تبالي، فهرعت من كوخها وصاحت قائلة: لا تجعل أحدا يذكر اسمي.
ثم أضافت مؤكدة ما قالته: قلت بألا يذكر اسمي أحد على الإطلاق.
قال لها «إيزولو»: أنت .. أغلقي فمك؛ فلم يذكر اسمك أحد. - ألم تسمعها وهي تذكر اسمي؟ - حتى لو فعلت، اذهبي واقفزي على ظهرها إذا استطعت.
تذمرت «أوجوي»، وتأوهت، ثم عادت إلى كوخها. - «أودوش»! - أ ... ي ... ه. - تعال هنا.
خرج «أودوش» من كوخ أمه، فسأله «إيزولو»: لماذا كل هذا الصخب؟ - اسأل «أوجوجو» وأمها. - إنني أسألك أنت ولا تعلمني إلى من أتوجه بسؤالي، وإلا فإن الكلب سيلعق عينيك هذا الصباح .. متى تعلمتم أيها الناس أن تقذفوا بالكلام في وجهي؟
ثم تغيرت طريقة «إيزولو» في الكلام، وأصبح كالنمر الجاثم حين قال: إذا فتح أحدكم فمه مرة ثانية فسوف أعلمه ألا يتحدث عندما تتحدث الأرواح ذات الأقنعة.
تطلع حوله مرة أخرى لئلا يتجرأ أحد على فتح فمه، لكن أحدا لم يتفوه بأي كلمة، وساد الصمت، فاستدار «إيزولو» عائدا إلى كوخه، وكان الغضب الذي انتابه قد أفقده اهتمامه بما حدث.
كان الموسم قفرا، وكثير من الأجران كانت فارغة إلا من بذور اليام، فانتهز الجميع الفرصة للفوز بلقمة أو كسرة أو شراب قرعة في منزل «إيزولو» .. كان «أكيوبو» يعرف بأن كثيرا من الناس سيأتون، فحاول الانتهاء من موضوع «أودوش» في وقت قصير، مما تسبب في عدم إصدار حكم سليم، وكان من الأفضل له أن ينتظر يوما آخر يتبادل فيه الحديث مع «إيزولو».
استمع إليه «إيزولو» في هدوء وهو يفرك كلتا يديه من الانفعال، ثم قال ل «أكيوبو» عندما توقف عن الحديث: هل انتهيت؟ - نعم .. لقد انتهيت.
لم يكن «إيزولو» ينظر إلى ضيفه، وإنما كان يتطلع بغموض ناحية العتبة حين قال: إنني أحييك، ولا أستطيع إلقاء اللوم عليك لأنك لم تقل شيئا، وكان بإمكاني أن ألومك لو أنك قلت شيئا، إنني لست أعمى ولا أخرس، وأعرف أن «أوموارو» منقسمة وتعاني اضطرابا شديدا، وأنها في حالة من عدم الاستقرار، كما أعرف أن بعض الناس يعقدون اجتماعات سرية للقول بأنني أنا السبب فيما يحدث من متاعب، ولكن لماذا أجد نفسي غير قادر على النوم؟ مثل تلك الأشياء ليست جديدة بل هي موجودة حيث يوجد الناس .. عند سقوط الأمطار القادم ستكون قد مضت خمسة أعوام على ذلك الاجتماع السري الذي عقده الرجل في بيته، وقال فيه إن «أولو» قد فشل في حربهم المخجلة، وإنهم كانوا سيسقطونه عن عرشه، وها نحن ما نزال ننتظر .. «أولو»، وإنا ما زلنا ننتظر أن يأتي هذا الرجل ويسقطنا. وما يقلقني أن ذلك البدين المنتفخ ذا الخصية المتدلية الفارغة قد نسي نفسه عندما امتلك ثروة دخلت بيته بطريق الخطأ .. لا، إن ما يقلقني هو ذلك الإله الجبان ل «إيديميلي»، الذي يختفي خلفه ويساعده على المضي.
Неизвестная страница