قالت «أكيوك»: لم أعرف شخصا مثلها .. إنها تشعر بالمرارة والغضب منذ أن طلب منها أبي أول أمس إعداد الطعام لزوجي وأهله.
كان الناس ما زالوا يتدفقون إلى السوق من كل الأنحاء، التحقت «أوجوي» و«أكيوك» بالناس، وكانت كل امرأة من «أوموارو» تحمل عنقودا من أوراق القرعة في يدها اليمنى، أما بقية النساء من القرى المجاورة فقد جئن فقط لرؤية الاحتفال دون أن يحملن العناقيد في أياديهن، وكانت الأحاديث والثرثرات تملأ السوق.
بدأت زوجات «واكا» الخمس في الظهور، وقد أحدثن جلبة كبيرة، وكانت كل واحدة منهن تتحلى بالعاج من أول القدم حتى الركبة، وترتدي القطيفة الملونة. ولم يكن هذا بالشيء الجديد في «أوموارو» لكنه لم يحدث من قبل أن تظهر مثل تلك الأشياء بهذه الوفرة من بيت رجل واحد.
كان «أوبيكا» وصديقه «أوفيدو» جالسين بصحبة ثلاثة من شباب «أومواجو» فوق حصيرة قذرة مصنوعة من شجرة الأوجبو يتوسطهم إناءان أسودان من النبيذ وإناء ثالث بالقرب منهم .. أصبح أحدهم مخمورا وبدا «أوبيكا» و«أوفيدو» وكأنهما لم يشربا شيئا بعد.
قال أحد الرجال: هل حقيقة يا «أوبيكا» أن زوجتك الجديدة لم ترجع بعد.
أجاب «أوبيكا» بهدوء: نعم يا صديقي .. إنني دائما مختلف عن الآخرين، فإذا شربت الماء فإنه يقف بين أسناني.
قال «أوفيدو»: لا تشغل نفسك كثيرا .. إن أمها مريضة، وقد طلب والدها أن تبقى للاعتناء بها بعض الوقت. - آه، ها، أعرف أن ما سمعته ليس حقيقيا؛ فكيف تستطيع العروس الشابة أن تتردد أمام شاب وسيم مثل «أوبيكا»؟
كان أحدهم مخمورا بعض الشيء، فقال: آه يا صديقي، لا، ليس الأمر هكذا .. ربما لم تكن في حجم عضوك.
أجاب «أوبيكا»: لكنها لم تشاهده أبدا. - لم تشاهده؟ ها، ها، أتتحدث إلى أولاد صغار؟
أوشك رئيس الكهنة على الوصول؛ حيث كان الصياح عاليا في السوق، وسارع الناس بشرب نبيذهم.
Неизвестная страница