لم يمض في سيره خلال كوخه، لكنه مضى ناحية مدخل الحائط الأحمر بلون الأرض، وتبعه ابنه الثاني «أوبيكا»، ثم وراءه بقليل «وافو»، وكان الأطفال والنساء يتبعونهم من بعيد والخوف يتملكهم .. نظر «إيزولو» إلى الخلف وسأل «أوبيكا» أن يأتي له بالفأس، وحين أصبح بعيدا عن أرضه وضع الصندوق على الرصيف، فأبصر «وافو» والنساء والأطفال .. قال لهم: عودوا جميعا إلى البيت .. إن الفرد الذي يسأل كثيرا يتلقى رصاصة في وجهه.
بادروا في طريق العودة، لكنهم توقفوا أمام الكوخ .. أحضر «أوبيكا» الفأس لأبيه الذي وضعه جانبا، وأرسله في طلب المنجل الذي يستخدمونه في اقتلاع اليام .. كانت الحركة داخل الصندوق قوية وعنيفة.
ربما كان «إيزولو» خائفا لكنه تناول المنجل من «أوبيكا» ووضع حافته الرفيعة بين الصندوق وغطائه، وعندما حاول «أوبيكا» أن يأخذ منه المنجل وبخه «إيزولو» قائلا: قف بعيدا .. ماذا تعتقد، ماذا تعتقد بشأن هذه الحركة داخل الصندوق؟ اثنان من الديوك؟
ثم أطبق أسنانه وهو يرفع الغطاء .. كان المشهد مرعبا، وتصبب الكاهن العجوز بالعرق .. ما شاهده «إيزولو» و«أوبيكا» كان كافيا لأن يفقد الإنسان بصره .. لم يقو «إيزولو» على الحركة، وسارع الأطفال والنساء بالمجيء.
كان «أنوسي» أحد جيران «إيزولو» مارا بالقرب منه فانضم إليهم ليرى، وسرعان ما تجمع حشد كبير من الناس لرؤية ذلك الثعبان الضخم المرهق راقدا داخل الصندوق.
قال «أنوسي»: ربما يكون ممنوعا من قبل الإله الكبير.
وقالت «أكيوك»: لقد أصابنا الاشمئزاز.
وعلقت «ماتيفي»: إذا كان هذا علاجا فلا بد أنه فقد تأثيره.
تساقط المنجل من يد «إيزولو» الذي صاح: أين «أودوش»؟
لكن أحدا لم يجب.
Неизвестная страница