قال الحرس: هذا حقيقي وها نحن قد جئنا ...
قاطعه المبعوث الرئيس: صديقي، لقد قمت الآن بواجبك الذي أرسلوك من أجله، أما البقية فهي لي، فضع لسانك داخل الجراب إذن. - سامحني، ها أنا ذا خارج الموضوع.
أرسل «إيزولو» «وافو» لإحضار الكولا من عند «ماتيفي» في نفس اللحظة التي دخل فيها كل من «أوبيكا» و«إيدوجو». كانا قد سمعا بذلك الرسول القادم من عند الرجل الأبيض، وعرفا بأنه موجود في كوخ أبيهم.
أحضر «وافو» جوزة الكولا، وتم توزيعها على الحاضرين، الذين قاموا بتكسيرها، فقال «إيزولو»: هل عاد أولئك الذين أرسلتهم إلى السوق من أجل النبيذ؟
أجاب «أوبيكا»: لا. - كنت أعرف أنهم لم يعودوا. إن الرجل الذي يريد شراء النبيذ لا يظل في البيت حتى يباع كل النبيذ في السوق.
كان «إيزولو» ما يزال مائلا بظهره على الحائط، وممسكا بقدم واحدة بعيدا عن الأرض قليلا، ويداه متشابكتان فوق ذقنه.
خلع مبعوث البلاط طربوشه، وألقى به فوق ركبته، فتلألأ رأسه الحليق من العرق، وخلفت حافة الطربوش دائرة حول الرأس، ثم تنحنح وتكلم لأول مرة: أحييكم جميعا.
ثم تناول من جيبه كتابا صغيرا جدا، وفتحه بطريقة الرجل الأبيض، وقال: من منكم يدعى «إيزولو »؟
كان متطلعا في الكتاب ما يزال، ثم رفع عينيه متطلعا حول الكوخ غير أن أحدا لم يتحدث. كانت الدهشة قد أصابت الجميع، وكان «أكيوبو» أول من أفاق من دهشته حين قال: انظر حواليك، وعليك أن تحصي أسنانك بلسانك. اجلس يا «أوبيكا» ويجب أن تتوقع بأن الغرباء يتحدثون من أنوفهم.
سأله «إيزولو»: قلت بأنك رجل من «أوموارو»؟ هل لديكم كاهن ورجال كبار هناك؟ - لا بد أنك فهمت السؤال بطريقة خطأ، إن الرجل الأبيض له طريقته الخاصة في عمل الأشياء؛ فهو قبل كل شيء يسألك عن اسمك.
Неизвестная страница