101

Стрела Аллаха

سهم الله

Жанры

هز «أكيوبو» رأسه بالموافقة، فأضاف «إيزولو»: ألم يضع جدي نقطة فاصلة في «أوموارو » حين نهض بكل هيبته، وأعلن بأننا لن نحتاج إلى مزيد من تقسيم الوجوه؟!

قال «أكيوبو»: لقد فعل ذلك. - وبماذا أجابت «أوموارو»؟ .. لقد لعنوه وقالوا بأن رجالهم يشبهون النساء، وتساءلوا عن كيفية أن يضع الرجل قوة احتماله تحت الاختبار، واليوم من يسأل نفس هذه الأسئلة؟

وافق «أكيوبو» موافقة كاملة على كل ما قاله «إيزولو»، مما جعله لا يخاف من معارضته، فقال: لا شك فيما تقول، ولكن إذا كان حقيقة هو ما تقول فإن جدك لم يكن وحيدا في ذلك الصراع؛ فلقد قيل إن عدد الذين كانوا في «أوموارو» ضد تلك النقطة الفاصلة كانوا أكثر. - هل أخبرك والدك بالقصة هكذا؟! .. لقد سمعت عكس ذلك. وعلى أية حال فإن الشيء المهم هو أن رئيس الكهنة كان يقودهم وكانوا هم يتبعونه، وإذا كانوا قد قالوا الكثير في ذلك الشأن فماذا عن الأحداث التي وقعت في عهد أبي؟ .. أنت مثلا لم تكن طفلا عندما قضى أبي على تلك العادة، التي كانت تجعل من أي طفل يولد من أرملة عبدا إلا إذا ... - لست أنا بالرجل الذي يجادلك في أي من تلك الأمور التي تتحدث فيها يا «إيزولو». إنني صديقك ويحق لي أن أتحدث معك كما أحب .. يجب أن أتذكر دوما أن نصفك إنسان والنصف الآخر روح، وما تقوله عن جدك وأبيك حقيقي تماما، لكن ما حدث في عصرهما وما يحدث اليوم هما ليسا نفس الشيء وليس بينهما تشابه من أي نوع. إن جدك وأباك لم يفعلا ما فعلاه من أجل راحة الرجل الأبيض.

شعر «إيزولو» بغضب حاد، لكنه ظل متماسكا وهو يقول: لا تجعلني أضحك مرة أخرى، ما قولك في شخص جاء إليك وأخبرك أن «إيزولو» أرسل ابنه للالتحاق بدين غريب من أجل راحة رجل آخر؟ قلت لك ألا تضحكني وهل لا بد أن أخبرك عن سبب التحاق ابني بدينهم؟ فلتستمع إذن.

إن المرض الذي لا يعرفه أحد من قبل لا يمكن معالجته بالأعشاب التي نستخدمها كل يوم، عندما نريد عمل حجاب فإننا نبحث عن حيوان يكون دمه مساويا لقوته، فإن لم تكن الدجاجة فإننا نبحث عن الماعز أو كبش الضأن، وإن لم يكن ذلك كافيا فإننا نرسل في طلب ثور، ولكن أحيانا يكون الثور أيضا غير كاف فنبحث عندئذ عن إنسان، هل تعتقد أن ما نريد سماعه هو صوت صرخات الموت وهو يكركر داخل الدم؟ لا يا صديقي، إننا نفعل ذلك لأننا قد وصلنا إلى النهاية الأكيدة للأشياء، كما نعرف أنه ليس الطعام ولا الماعز ولا حتى الثور. لقد أخبرنا آباؤنا بأنه قد يحدث لجيل ما أن يندفعوا فيما وراء نهاية الأشياء فتتكسر ظهورهم ويعلقوا فوق النار، وإذا ما حدث ذلك فربما يضحون بدمائهم، ذلك ما كان حكماؤنا يعنونه عندما قالوا بأن الرجل الذي لا يملك مكانا يضع فيه يده مؤيدا فإنه يضعها فوق ركبته، هكذا عندما كان يندفع أجدادنا فيما وراء نهاية الأشياء لم يكونوا يضحون بالغريب، بل بأنفسهم، وكانوا يصنعون علاجا عظيما يدعونه «أولو».

طرقع «أكيوبو» أصابعه، وحرك رأسه إلى أعلى وأسفل وهو يتمتم مع نفسه: هكذا تكون التضحية! وهكذا كان «إيدوجو» على حق رغم أنه كان يبدو أحمق في وقتها.

توقف لحظة، ثم استطرد بصوت مسموع: وماذا يحدث لو أن هذا الولد الذي تضحي به أصبح مختارا من «أولو»؟ - دع هذا للإله؛ فعندما يحين ذلك الوقت فإن «أولو» لن يكون في حاجة إلى نصيحتك أو مساعدتك. وإذن فلا تقلق كثيرا طوال الليل من أجل ذلك. - أنا لا أقلق، ولماذا أقلق؟ إن أرضي غارقة في مشاكلها الخاصة، فلماذا أحمل معي مشاكلك التي لن أجد لها مكانا أو وقتا لأفكر فيها؟ ولكن يجب أن أكرر ما قلته من قبل، وإذا لم تكن راغبا في الاستماع فعليك بإغلاق أذنيك. عندما تحدثت عن رفضك الحرب ضد «أوكبيري» لم تكن بمفردك؛ فأنا أيضا كنت رافضا لتلك الحرب، وكذلك كان آخرون، ولكنك عندما ترسل ابنك للغرباء كي يشترك في تدنيس الأرض فإنك ستكون بمفردك. ضع علامة على هذا الحائط من أجل أن تتذكر أنني قلت لك هذا الكلام .

كان «إيزولو» متعجرفا وهو يقول: من الذي يتحدث عن تدنيس أرض «أوموارو»، أنت أم أنا؟ وفيما يتعلق بأنني سأكون بمفردي أفلا تعتقد بأنه شيء مألوف بالنسبة لي مثل الأجساد الميتة بالنسبة للأرض؟ صديقي، لا تضحكني!

عندما دخل «وافو» كوخ والده كان «أكيوبو» يقول إن «إيزولو» نصف رجل ونصف روح، فلم يفهم «وافو» عندئذ الخلاف القائم بين الرجلين، غير أنه أبصر تلك النظرات الخطيرة المتبادلة بينهما. كانت نظرات متبادلة ومتساوية لم تسفر عن شيء. وهكذا أصابته الدهشة لما طلب منه «إيزولو» أن يأتي بزيت النخيل من عند أمه .. وضع «إيزولو» سلته المستديرة أمامه، وشيء ما كان يتدلى من غطاء السلة الموضوعة فوق قرمة من الخشب المحترق. وكان قميص «إيزولو» الرسمي المصنوع من قماش الرافيا وإناءان وقليل من أعواد الذرة ذات النوع الجيد قد أصبحت جميعها سوداء من الدخان.

فتح «إيزولو» السلة المستديرة، وتناول أرجل الماعز المغلية، وقدم ل «أكيوبو» قطعة كبيرة وأخرى صغيرة جدا لنفسه.

Неизвестная страница