أو أسود اللون إني أبيض الخلق
وبينا أنا أفكر في مثل هذه الأمور، إذا بدوي المدافع من القلعة يؤذن بحلول العيد السعيد. قلت: كل عام والناس بخير. وتسابق بعد ذلك العامة إلى الطرقات، هذا يحمل فخذ كبش يهرول بها إلى بيته، وذلك تحت إبطه جراب فيه ما جمع من القرافة، وأناس لبسوا ثيابهم الجديدة وعوجوا طرابيشهم، وبأيديهم العصي المثقفة يلوحون بها يمنة ويسرة. فإذا تلاقى صديقان بادر كل إلى صاحبه يعانقه وكأنه يصارعه. ولقد سقط الطربوش من رأس أحد الناس، وكان فرغ من معانقة صاحب له فالتقطه وجعل يمسحه بمنديله. فلما ولى ذلك قال صاحب الطربوش لرجل بجانبه: الله يطين عيشته طين لي طربوشي.
وما لبثت أن رأيت العربات والسيارات رائحة غادية، فيها السراة وأبناء السراة في ثيابهم المخملة وعلى صدورهم الأوسمة، ورجال الشرطة واقفون في وسط الطريق يحيون من يعرفون ومن لا يعرفون، فجعلت أتصفح وجوه القوم، فإذا هي ضاحكة مستبشرة يتعالاها الوقار ويبدو على صفحاتها السرور. قلت: ذبحت الأضاحي وقسمت لحومها على متنازعيها ومتجاذبيها، وظلم بنو آدم في يوم فرحهم مليوني روح في قطر واحد فما ظنك بغيره.
الاسترقاق في أيام الحرية
لو يعلم المهد ما يكون
من بعده ذخره الثمين
لبات حرصا به ضنينا
وذو الغوالي بها ضنين
يظل يهفو به حنين
إذا شجا ربه حنين
Неизвестная страница