Сафват ас-Сар

Заки Фахми d. 1350 AH
198

Сафват ас-Сар

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Жанры

أما أخلاق سعادة صاحب الترجمة وصفاته فحدث عنهما ولا حرج، إذ اشتهر بالوداعة ودماثة الأخلاق ولين العريكة والميل لعمل البر ومساعدة الفقراء يتألم لمصائب الناس معزيا للبؤساء، يبذل الكثير من ماله الخاص إلى كل ما فيه رقي البلاد.

فجدير بمصر أن تفاخر بأمثاله، وتجاهر بفضله وعلمه أكثر الله من أمثاله بين أبناء الكنانة العاملين على رفع لواء مجدها.

ترجمة حضرة صاحب السعادة السري الجليل قليني فهمي باشا

إن المسئولية التي تلقى على عاتق المؤرخ عظيمة الشأن، كبيرة الأهمية، إذ يدعوه واجبه التاريخي إلى البحث والتنقيب دائما وراء الحقائق حتى يبرزها في ثوبها القشيب مرآة لهذا الجيل وقدوة ونبراسا لهداية الأجيال المقبلة، وإن ما يقاسيه المؤرخون في سبيل تخليد هذه المآثر يجعلهم يصادفون عناء جما كسهر الليل وكد القريحة، ولولا ذلك لضاعت القدوة بعظماء الرجال وأرباب جلائل الأعمال، ولا التذ سمع بخبر عن سلف من الأبطال؛ ولذلك كانت مسئولية المؤرخ خطيرة الشأن أمام أفراد الأمة وأمام ضميره وبلاده، وعليه، أصبح من المقرر علينا إجابة هذه المسئولية العظيمة بالبحث الدقيق والاستقصاء العظيم لمعرفة الحقائق، فنسطر بقلم الإعجاب والفخر ترجمة حضرة صاحب السعادة الجليل قليني فهمي باشا الوطني الصميم، والفذ العظيم شبل أسرة وجيه قومه المرحوم طيب الذكر خالد الأسرة يوسف بك عبد الشهيد أشهر مشاهير الأقباط، وأحد أركان حكومة مصر في عهد الخديوي إسماعيل باشا الأسبق لأجل أن يقف القارئ الكريم على مجد تلك الأسرة العريقة في الجاه، وقد رأينا من الواجب أن نأتي أولا بلمحة من جليل تاريخها في عهد رجلها الأول ورئيسها الأساسي، ألا وهو المرحوم يوسف بك عبد الشهيد.

رسم وتاريخ حضرة صاحب السعادة السري الجليل المفضال قليني فهمي باشا من عظماء الأمة المصرية.

تاريخ المغفور له يوسف بك عبد الشهيد

المرحوم يوسف بك عبد الشهيد هو النجل الوحيد للمرحوم والده عبد الشهيد شهير وقته، وقد اعتنى بتربيته وغذاه بلبان الفضيلة والأدب حتى أخذ نجم يوسف بك يسطع بين كبار المفكرين في الأمة المصرية بصفته العالية، وهمته الشماء فنال المكانة الرفيعة بين كبار الحكام ورجال العلم والفضل الذين كانوا يحبونه لمقدرته وكفاءته، وحدة ذهنه وذكائه وكان صديقا حميما للمرحومين الشاعرين الجليلين الشيخ علي الليثي والسيد علي أبو النصر شاعر الحضرة الخديوية إذ ذاك، والمرحومين العالمين الكبيرين الشيخ عيسى والشيخ المهدي، فما وصل صيته إلى مسامع ساكن الجنان الخديوي إسماعيل باشا، حتى أكبر قدره وأنزله منزلة العظماء بين أمته وشمله بتعطفاته طول مدة حياته، ولا عجب إذا نال المترجم هذه المكانة السامية؛ لأنه عاش معروفا بين قومه بعمل الإحسان والبر وتعضيد كل عمل خيري أو أدبي، وكان يميل بفطرته إلى فض المشكلات والمنازعات التي كانت تقوم بين الأهالي والحاكمين، حتى كان الناس يقصدونه من كل الأقاليم القبلية ؛ ليوسط لهم في أمر أو يحسم لهم نزاعا، كما كان عمد وأعيان البلاد يعتبرونه كأب شفيق لهم لا يعملون عملا إلا بعد استشارته، والأخذ برأيه ولا يسيرون في طريق إلا بعد نصيحته لهم التي كانت تصدر من نفس رجل طيب طبع على التقوى والورع، وقلب إنسان جبل على محبة الإنسانية، وتأدية فروض الذات الإلهية بما يرضيه تعالى ويرضي عباده أجمعين، وقد شاد جملة كنائس للأقباط في جهات مختلفة منها كنيسة طحا العمودية، وأخرى بنزلة الفلاحين وغيرها بدمشير، وساعد بماله على تشييد كنيسة المنيا الكبرى ويذكر تلك المآثر الجمة والأيادي البيضاء.

حضرة صاحب المعالي الوزير الجليل محمد فتح الله بركات باشا وزير الداخلية سابقا والعضو بمجلس الشيوخ.

العين وقف للبكا من شافعي

يا مالكي أنا عبد بيعك والشري

Неизвестная страница