Сафват ас-Сар

Заки Фахми d. 1350 AH
194

Сафват ас-Сар

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Жанры

السري المشهور محمد باشا الشواربي.

مولده ونشأته

هو ابن محمد سالم بن منصور بن محمد بن إبراهيم، قدم جده الأكبر ورئيس هذه العائلة المباركة إلى مصر من نحو 750 سنة من الأقطار العربية عن طريق الشام في زمن الظاهر بيبرس البندقداري، وعائلته قديمة عريقة في الحسب والنسب من أصل عربي، ومن أعلى القبائل العربية نسبا وجاها، لها الشأن الرفيع والذكر الجميل في كل أدوارها.

ولد صاحب الترجمة سنة 1841م وتعلم العلوم الأولية، وشب على محبة الزراعة والتفكير في إصلاح الأراضي وتنسيقها على الطرق التي جعلت أراضي دائرته خصبة نامية، وكل أمة لا تذكر حسنات من تقدم من رجالها وفضائل أعمال أبنائها تضيع حلقات الاتصال بين ماضيها وحاضرها، حلقات الماضي التي تذكر بعظيم الشكر والثناء والإعجاب لهذا الشهم الجليل، والرجل الكبير محمد الشواربي باشا الذي يصح أن نلقبه «بالأمير العربي»؛ لأننا عرفناه شديد العصبية العربية متينها، حتى كان يهتم لأقل نبأ عن العرب وبلادهم وشؤونهم، وآخر عهدنا به في مجلس الشورى يدافع عن العرب بحماس شديد يوم وقف سعادة مرقص باشا سميكة، وطلب أن يساوى عرب مصر بفلاحيها أو بسائر الأهالي وتلغى امتيازاتهم، استمر هذا الاقتراح مدة ثلاث سنوات متوالية والشواربي باشا صامت رزين كعادته، ثم هب كالعاصفة بكل حماس ونشاط أثبت أن هذه الامتيازات نالتها العرب بدمائهم؛ لأنهم كانوا سورا متينا للديار المصرية شرقا وغربا ، أمناء لكل أمير تبوأ كرسي الخديوية، وقد قال: «الأجدر بالمجلس أن يخفف العبء عن الفلاحين فينال الفخر والأجر.»

ويكفينا أكبر برهان على سيرته السياسية حادثة عرابي باشا، إذ كان ينذر رفاقه «كما يؤخذ من سجلات المجلس» بالويل من طغيان الجيش، ولما لم يذعنوا لمشورته وحاصر الجيش النواب في منزل سلطان باشا، وأكرههم على إصدار قرارات لم يريدوها ولم يوافق عليها الخديوي، التفت إذ ذاك شواربي باشا إلى زملائه، وقال لهم: هذه نتيجة تساهلكم فقد كنتم بالأمس أقوى منهم وكانت البلاد سائرة إلى غرضها وحسن مستقبلها، والآن أنتم محاصرون وغدا يقذفون بكم وبالوطن من حالق»، ولم يمض يومان حتى طغت الثورة وقام الجيش بمظاهرته الكبرى أمام سراي عابدين، وتبع ذلك ما تبعه من الشر والبلاء وفي ذلك الحين كانت جريدة الأهرام تجاهد في سبيل الأمن العام، وتنصح الثوار بأن يخضعوا للخديوي حتى لا يعرضوا البلاد للخطر، فهب العرابيون يتهمونها بالخيانة والغدر فلما بلغ مسمع المترجم له، وهو عالم أن جريدة الأهرام على حق وأن الجرائد الممالئة للثوار قد سممت عقول الأمة فتح منزله الكائن في شارع الساحة بمصر لوكيل جريدة الأهرام، وكان يرسل معه خدمه يستلمون أعداد الأهرام من السكة الحديد، ويحملونها إلى داره وتوزع من هناك، وقد كان الفقيد أول من حافظ على حياة «أديب إسحاق»، الذي عينته الحكومة كاتبا لضبط محاضر المجلس، إذ آواه في منزله مدة شهرين، والعرابيون يظنونه في منزل سلطان باشا، وللمترجم له أقوال وحكم عظيمة ونصائح نفيسة.

الوظائف السامية التي تقلدها

أما أدوار حياته فإنه تقلد وظيفة وكيل مديرية القليوبية، ثم مديرا لمديريتي الجيزة والمنوفية ثم تعين عضوا بمجلس النواب سنة 1882، وكان أشد مراسا وأحزم رأيا مع أحمد باشا عرابي ثم تعين عضوا لمجلس الشورى، ثم وكيلا للمجلس أيضا وكان في كل هذه الوظائف مثال الجد والنزاهة والإخلاص الحقيقي لوطنه.

الرتب والنياشين التي نالها

نال الفقيد العظيم رتبة البكوية في زمن المغفور له إسماعيل باشا، وحاز المجيدي الأول والعثماني الأول ونياشين سامية من دولة إيطاليا ، وأنعم عليه بالميرميران الرفيعة في زمن ساكن الجنان توفيق باشا الخديوي الأسبق، والرومللي بيكاريبكي «بيلربيه» في زمن الخديوي عباس الثاني.

إدارته المالية

Неизвестная страница