Страницы терпения ученых в трудностях науки и обучения
صفحات من صبر العلماء
Жанры
وكان لى بيت فى دهليز دارى فيه كتبى، فكنت اجلس فيه للنسخ والنظر، فلما كان فى تلك الليلة اذا داق يدق الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: رجل من الجيران، فقلت: ادخل، فقال: اطفئ السراج حتى ادخل، فكببت على السراج شيئا وقلت: ادخل، فدخل الدهليز فوضع فيه @ صرة كبيرة، وقال لى: انا اصلحنا لصبياننا طعاما، فاحببنا ان يكون لك وللصبيان فيه نصيب، وهذا شيء اخر، فوضعه الى جانب الصرة الكبيرة وقال: تصرفه فى حاجتك، وانا لا اعرف الرجل وتركنى وانصرف.
فدعوت الزوجة وقلت لها: اسرجى السراج، فاسرجت وجاءت، واذا الصرة منديل له قيمة، وفيه خمسون وسطا فى كل وسط لون من طعام والى جانب الصرة كيس فيه الف دينار، فقلت للزوجة: انبهى الصبيان حتى يأكلوا، ولما كان الغد قضينا دينا كان علينا من ذلك المال.
وكان وقت مجئ الحاج من خراسان، فجلست على باب دارى من غد تلك الليلة، واذا جمال يقود جملين عليهما حملان رزقا (1) ، وهو يسأل عن منزل ابراهيم الحربى، فحط الحملين وقال: هذا الحملان انفذ هما لك رجل من اهل خراسان، فقلت من هو؟ فقال: قد استحلفنى ان لا اقول من هو.
قال احمد بن سلمان النجاد: فقمت من عند ابراهيم الحربى، ومضيت الى قبر احمد فزرته ثم انصرفت، فبينا انا امشى الى جانب الخندق، اذ لقيتنى عجوز من جيراننا فقالت لى: مالك مغموما؟ فاخبرتها، فقالت: ان امك قبل موتها اعطتنى ثلاث مئة درهم، وقالت لى: اخبئ هذه عندك، فاذا رأيت ابنى مضيقا مغموما فاعطيه اياها، فتعال معى حتى اعطيك اياها، فمضيت معها فدفعتها الى.
136 - وكان احمد بن سلمان النجاد هذا - كما حكى الخطيب فى ترجمته فى " تاريخ بغداد " 4: 191 - يصوم الدهر، ويفطر كل ليلة على رغيف، ويترك منه لقمة، فاذا كان ليلة الجمعة تصدق بذلك الرغيف، واكل تلك اللقم التى استفضلها.
Страница 112