(2) أى ويحيى امرأ القيس اذا قال الشعر لبلاغته وفصاحته وجزالته وجمال معانيه وابداعه والملك الضليل لقب امرئ القيس.@ وتناهت اليه الغرائب وانثالت فى يديه الرغائب فمات لاول ما وصلها من اكلة اشتهاها فاكلها فقال وهو يتقلب فى مرضه لا اله الا الله اذا عشنا متنا وهو الذى يقول متى يصل العطاش الى ارتواء اذا استقت البحار من الركايا ومن يثنى الاصاغر عن مراد اذا جلس الاكابر فى الزوايا وان ترفع الوضعاء يوما على الرفعاء من احدى الرزايا اذا استوت الاسافل والاعالى فقد طالبت منادمة المنايا 82 - وجاء فى طبقات الحنابلة للقاضى ابن ابى يعلى فى ترجمة (القاضى ابى على الهاشمى محمد بن احمد الحنبلى) 185:2 المتوفى سنة 428 ببغداد جاء فيها ذكر ابو على بن شوكة قال اجتمعنا جماعة من الفقهاء فدخلنا على القاضى ابى على الهاشمى فذكرنا له فقرنا وشدة ضرنا فقال لنا اصبروا فان الله سيرزقكم ويوسع عليكم واحدثكم فى مثل هذا تطيب به قلوبكم اذكر سنة من السنين وقد ضاق بى الامر شيئا عظيما حتى بعت رحل دارى ونفد جميعه ونقضت الطبقة الوسطى من دارى وبعت اخشابها وتقوت بثمنها وقعدت فى البيت فلم اخرج وبقيت سنة فلما كان بعد سنة قالت لى المرأة الباب يدق فقلت لها افتحى الباب ففعلت فدخل رجل فسلم على فلما رأى حالى لم يجلس حتى أنشدنى وهو قائم ليس من شدة تصيبك الا سوف تمضى وسوف تكشف كشفا لا يضيق ذرعك الرحيب فان النار يعلو لهيبها ثم تطفا قد رأينا من كان اشفى على الهلك فوافت نجاته حين أشفى @ ثم خرج عنى ولم يقعد فتفاءلت بقوله فلم يخرج اليوم عنى حتى جاءنى رسول القادر بالله ومعه ثياب ودنانير وبغلة بمركب ثم قال لى اجب امير المؤمنين وسلم الى الدنانير والثياب والبغلة فغيرت عن حالى ودخلت الحمام وصرت الى القادر بالله فرد الى قضاء الكوفة واعمالى واثرى حالى 83 - وقال الحافظ الامام الذهبى فى تذكرة الحفاظ 1226:4 فى ترجمة الامام القدوة مفيد بغداد (ابى بكر محمد بن احمد البغدادى) المعروف بابن الخاضبة المتوفى سنة 489 قال محمد بن طاهر المقدسى سمعت ابن الخاضبة وكنت ذكرت له ان بعض الهاشميين حدثنى بأصبهان ان ابا الحسين بن المهتدى بالله يرى الاعتزال فقال لا ادرى ولكن احكى لك لما كانت سنة الغرق وقعت دارى على قماشى وكتبى ولم يكن لى شيء وكانت عندى الوالدة والزوجة والبنات فكنت انسخ وانفق عليهن فاعرف انى كتبت ((صحيح مسلم)) فى تلك السنة سبع مرات فلما كانت ليلة من الليالى رايت فى النوم كأن القيامة قامت ومناد ينادى اين ابن الخاضبة؟ فأحضرت قيل لى ادخل الجنة فلما دخلت الباب وصرت من الداخل استلقيت على قفاى ووضعت احدى رجلى على الاخرى وقلت استرحت والله من النسخ فرفعت رأسى فاذا ببغلة فى يد غلام فقلت لمن هذه؟ قالوا للشريف ابى الحسن الغريق فلما أصبحت نعى الينا الشريف 84 - وقال القاضى ابن خلكان فى وفيات الاعيان 256:1 فى ترجمة ابن الدهان الموصلى (عبد الله بن أسعد ) الفقيه الشافعى المتوفى سنة 581 كان فقيها فاضلا اديبا شاعرا لطيف الشعر مليح السبك وهو من أهل @ الموصل ولما ضاقت به الحال عزم على قصد الصالح بن رزيك وزير مصر وعجزت قدرته عن استصحاب زوجته فكتب الى الشريف ضياء الدين بن عبيد الله الحسينى نقيب العلويين بالموصل هذه الابيات وذات شجو اسال البين عبرتها كانت تؤمل بالتفنيد امساكى لجت فلما رأتنى لا اصيخ لها بكت فاقرح قلبى جفنها الباكى قالت وقد رأت الاجمال محدجة والبين قد جمع المشكو والشاكى من لى اذا غبت فى ذا المحل قلت لها الله وابن عبيد الله مولاك لا تجزعى بانحباس الغيث عنك فقد سألت نوء الثريا جود مغناك فتكفل الشريف المذكور لزوجته بجميع ما تحتاج اليه مدة غيبته عنها ثم توجه الى مصر ومدح الصالح بن زريك ثم تقلبت به الاحوال واقام بمدينة حمص وتوفى سنة 581 رحمه الله تعالى ومات غريبا عن وطنه واهله ولسان حاله يقول قد قضى الله ان اموت غريبا فى بلاد اساق كرها اليها فى فؤادى مخبأت معان نزلت ايه الحجاب عليها واكتفى بهذا القدر فى هذا الجانب ثم انتقل الى الجانب الرابع فى اخبارهم فى الجوع والعطش فى الهواجر الايام والساعات واستهله بحديث سيدنا ابى هريرة رضى الله عنه فى فقره الذى كنت اشرت اليه فى اول الجانب السابق ص 49. 85 - روى البخارى فى صحيحه فى كتاب العلم فى باب حفظ العلم @ 190:1 وفى اول كتاب البيوع 274:4 عن ابى هريرة رضى الله عنه قال ان الناس يقولون اكثر ابو هريرة من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون ما للمهاجرين والانصار لا يحدثون مثل احاديثه ولولا ايتان فى كتاب الله ما حدثت حديثا ثم يتلو (ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس فى الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فاولئك اتوب عليهم وانا التواب الرحيم) ثم يقول ابو هريرة ان اخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالاسواق وان اخواننا من الانصار كان يشغلهم العمل فى اموالهم وان ابا هريرة كان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشبع بطنه ويحضر مالا يحضرون ويحفظ مالا يحفظون قال الحافظ ابن حجر فى فتح البارى 192:1 عند شرح هذا الحديث فى هذا الحديث ان التقلل من الدنيا امكن لحفظ العلم. انتهى. واسوق بعد هذا طرفا من اخبار العلماء فى شدائد الجوع فأقول 86 - قال المؤرخ النسابة ابن سعد فى كتابه الطبقات الكبرى 372:6 وهو يتحدث عن الامام سفيان الثورى من الخليفة العباسى المهدى لكلمة حق قالها فاغضبت المهدى فطلبه ليوقع به الاذى والعذاب فاختفى حيث كان بمكة وتوارى عن الناس ولقيه فى تلك الايام فقر وضنك شديدان وهو على هذه الحال من الفاقه والقلق بعثت اليه اخته من الكوفة مع صاحبه ابى شهاب الحناط بجراب فيه كعك وخشكنانج (1)
Страница 70