(قال تلميذه النضر بن شميل: أقام الخليل في خص من أخصاص البصرة , لا يقدر على فلسين! وأصحاب يكسبون بعمله الأموال , لقد سمعته يوما يقول: إني لأغلق على بابي فما يجاوزه همي) .65 وأثنى بالامام مالك إمام دار الهجرة النبوية رضي الله عنه فأقول: قال القاضي عياض شيخ الما لكية في عصره في كتابه (ترتيب المدارك لمعرفة أعلام مذهب مالك) في (باب ابتداء طلب مالك للعلم وصبره عليه) :130:1 (قال ابن القاسم: أقضى بمالك طلب العلم إلى أن نقص سقف بيته فباع خشبه , ثم مالت عليه الدنيا بعد) .ثم نقل القاضي عياض68:2 (قال مالك: لا ينال هذا الأمر يعني العلم حتى يذاق فيه طعم الفقر)) . 66 حكى الخطيب البغدادي في ((تاريخ بغداد) 244:14 في @ ترجمة القاضي أبى يسف تلميذ أبي حنيفة المتوفى سنة 182: (قال أبو يوسف كنت أطلب الحديث والفقه وأنا مقل رث الحال , فجاء أبي يوما وأنا عند أبي حنيفة خبز مشوي ,أنت تحتاج الى المعاش ,فقصرت عن كثير من الطلب ,وأثرت طاعة أبي.
فتفقدني أبو حنيفة وسأل عني , فجعلت أتعا هد مجلسه ,فلما كان أول يوم أتيته بعد تأخري عنه ,قال لي: ما شغلك عنا؟ قلت: الشغل بالمعاش وطاعة والدي , فجلست , فلما انصرف الناس دفع الى صرة وقال استمتع بهذه ,فنظرت فأذا فيها مئة درهم ,فقال لي: الحلقة ,وإذا نفدت هذه فأعلمني , فلزمت الحلقة, فلما مضت مدة يسيرة دفع الى مئه أخرى, ثم كان يتعاهد ني , ما أعلمته بخله قط ولا أخبرته بنفاد شيء ما ,كان كأنه يخبر بنفادها حتى استغنيت وتمولت) .67 وهناك رواية ثانية في نشأة الامام أبى يوسف , ((قال علي بن الجعد: أخبرني أبو يوسف قال: توفى أبي: إبراهيم بن حبيب , خلفي صغيرا في حجر أمي , فأسلمتني إلى قطار أخدمه , فكنت أدع القطار وأمر إلى حلقة أبي حنيفة ,فأجلس أستمع , فكانت أمي تجيء خلفي إلى الحلقة, فتأخذ بيدي وتذهب بي إلى القطار ,وكان أبو حنيفة يعني بي لما يرى من حضوري وحرصي على التعلم..فلما كثر ذلك على أمي وطال عليها هربي , قالت لأبي حنيفة: ما لهذا الصبي فساد غيرك! هذا صبي يتيم لا شي له ,وإنما أطعمه من مغزلي! وأمل أن يكسب دانقا يعود به على نفسه فقال لها أب حنيفة: مري يا رعناء ,هو ذا يتعلم أكل الفالوذج يدهن الفستق. فانصرف عنه وقالت له: أنت شيخ قد خرفت وذهب عقلك!
Страница 54