ولكنه لا يتم السؤال، بل يصيح في غضب: هذا سخف ... سخف ... معقول أن أغازل أمها ... أما هي، بنت الثامنة عشرة، فطفلة ...
ويدرك شيئا فيستدرك: لكن ما هي الثامنة عشرة بالضبط، وما هي الأربعون التي أحملها، ويكون قد وصل إلى داره، وفي رأسه عشرات الخواطر التي لا يستطيع أن ينكرها، وإن استنكرها.
استنكرها، كما استنكر في الصباح تصرفه الأحمق حين طلبها بالتليفون ليسألها عن صحتها، وليطمئن عليها، وكانت النتيجة ...
كانت النتيجة أن واعدها على اللقاء في المساء ...
ومع ذلك، مع أنه هو الذي طلبها بالتليفون، فهو ينكر أنه سعى إلى موعد معها، ينكره مقسما أغلظ الأيمان ... - أقسم: ما فكرت في موعد، ولا كان في بالي أن ألقاها، لكنها هي ... هي التي أخرجتني ... سألتها عن صحتها فإذا بها تجيبني: كل شيء على ما يرام ... لم يضايقني إلا أنك تركتني مبكرا، وإلا خوفي من ألا أراك قريبا.
وأجبت كالأبله: ولم لا؟
فإذا بها تقول ... متى أراك؟ ... اليوم؟ ... غدا؟ ... وأجبت بالجواب الطبيعي: كما تريدين. - اليوم ... هل تأخذني للسينما ... أو إلى ذلك الركن الهادئ الجميل؟
ألم أقل إني كنت أبله!
أقسم أني ما فكرت في لقائها ... ولا حتى في طلبها بالتليفون ... لكن الذي حصل ... الذي حصل ... ويسكت ...
يسكت لأنه لا يعرف تفسيرا لما حصل ... التفسير الوحيد هو أنه زارها بعدئذ ثلاث مرات ...
Неизвестная страница