لكن كان يجب أن تعرف، كان يجب أن تعرف أن هذه المرأة المهندمة أنطوانيت، لم تكن لتوظف هذا الرجل كنادل. انظر إلى بنطاله البني الفضفاض، والثقب المحترق في الجزء الأمامي من سترته التي تتخذ ياقتها شكل الرقم 7. أسفل السترة كان هناك قميص داكن ورابطة عنق، لكن لم يبد الرجل أنه غير مهتم بنفسه أو محبطا، بل كان يبدو مثل رجل يثق في نفسه جدا إلى درجة ألا يعبأ أن يبدو غير مهندم بعض الشيء. كان جسده ممتلئا وقويا، وصاحب وجه مربع متورد، وهناك شعر أبيض خفيف يتناثر حول جبهته. شعر بالسرور أنها ظنته النادل، كما لو كان ذلك خدعة مارسها ضدها. في الصف، كانت ستميزه باعتباره شخصا يتسبب في المشكلات، لا من النوع المشاكس أو السخيف أو المتهكم والمقزز، بل من النوع الذي يجلس في آخر الصف، ذكي وكسول، يقول تعليقات لا تدري إلام ترمي تحديدا. تمرد طفيف، ذكي، متواصل، أحد أكثر الأشياء صعوبة في اجتثاثها من أي صف مدرسي. ما يجب أن تفعله - كان هذا هو ما قالته هازل إلى المدرسات الأصغر سنا، أو إلى أولئك الذين كانت تثبط همتهم بسرعة أكبر مما كانت تثبط همتها هي - هو أن تجد طريقة ما لإذكاء ذكائهم، جعله أداة لا لعبة. ذكاء هذا الشخص غير موظف توظيفا جيدا.
فيم اهتمامها بهذا الرجل على أي حال؟ ليس العالم صفا دراسيا. حدثت نفسها قائلة: لدي رقمك، لكن لا يوجد ما يمكن أن أفعله حياله.
كانت تفكر فيه حتى تبعد تفكيرها عن أنطوانيت.
أخبرها أن اسمه كان دادلي براون، وأنه كان يعمل محاميا. قال إنه يعيش هنا (فهمت من ذلك أنه كان ينزل في إحدى غرف الفندق)، وأن مكتبه كان في نهاية الشارع. نزيل دائم، أرمل، آنذاك، أو أعزب. كانت تظنه أعزب. هذا الأسلوب البراق الوثاب من الرضاء لا يتحمل عادة الحياة الزوجية.
صغير جدا في السن، على الرغم من الشعر الأبيض، أصغر بضع سنوات من أن يكون قد شارك في الحرب.
قال: «إذن هل أتيت هنا تبحثين عن أصولك؟» أسبغ على الكلمة نطقها الأمريكي الأكثر تمييزا.
قالت هازل في سرور بالغ: «أنا كندية ... لا ننطق كلمة «أصول» على هذا النحو.»
قال: «آه، أستميحك عذرا ... أخشى أننا ننطقها على هذا النحو. نميل إلى أننا نضمكم كلكم معا، أنتم والأمريكيين.»
شرعت تخبره عن سبب قدومها - لم لا؟ أخبرته أن زوجها كان موجودا هنا أثناء الحرب، وأنهما كانا يخططان دوما للقيام بهذه الرحلة معا، لكنهما لم يفعلا، وأن زوجها قد مات، والآن قدمت هنا وحدها. كان ذلك نصفه صحيح؛ بينما كانت تقترح على جاك القيام بهذه الرحلة كثيرا، كان دوما يرفض. كانت تظن أن ذلك بسببها؛ كان لا يرغب في القيام بالرحلة معها. كانت تأخذ الأمور على نحو شخصي أكثر مما كان يجب أن تفعل، لفترة طويلة. ربما كان يقصد ما قاله فقط. قال: «لا، سيكون الأمر مختلفا.»
كان مخطئا إذا كان يعني أن الناس لن يكونوا في نفس المكان الذي كانوا موجودين فيه. حتى الآن، عندما سأل دادلي براون عن اسم ابنة عم جاك التي تعيش في الريف وقالت هازل: مارجريت دوبي، الآنسة دوبي، لكنها على الأرجح ماتت، لم يملك الرجل إلا أن يضحك. ضحك وهز رأسه وقال: آه، لا، ليس بأي حال من الأحوال، بالطبع لا. «ماجي دوبي لم تمت قط، هي سيدة مسنة جدا بالتأكيد، لكنني لا أظن أن فكرة الموت وردت إلى ذهنها بأي حال من الأحوال. تعيش في البقعة التي كانت تعيش دوما فيها، وإن كان المنزل مختلفا الآن. إنها تتمتع بوافر الصحة.» «لم ترسل إلي ردا على خطابي.» «نعم، لن تفعل.» «أظن إذن أنها لا ترغب في أي زائرين، أيضا؟»
Неизвестная страница