لم يقدم موريس إليها نصحا قط، لم يضع يده عليها ليواسيها إلا عندما كان ذلك ملائما، وعندما كانا يرقصان، كان يعرف على وجه الدقة كيف يجب أن يتعامل مع ما تقول. لم يكن يشفق عليها، كان يكن احتراما لجميع الخيارات التي كانت تتخذها.
كان صحيحا أن نبرة الحديث كانت قد تغيرت قبل تلك الليلة في فندق فالهالا إن، صارت نبرتها لاذعة وساخرة أكثر، وهو ما كان يؤلمه ولم يكن يلائمها. لكن كانت تلك هي الليلة التي شعر فيها بانكسار بينهما، توافقهما الطويل، وتناغمهما الواضح في الرقص، كانا مثل الأزواج الآخرين الذين هم في منتصف العمر، يتظاهران بالحركة في خفة وفي سرور، خائفين من أن تضيع عليهما اللحظة التي يعيشانها. لم تذكر رون، وموريس بالطبع لم يسألها. كانت فكرة قد بدأت تتشكل في رأسه أنها قد رأته أخيرا. كانت قد رأت رون أو سمعت أنه مات. رأته، هذا هو الأرجح.
قالت غائظة إياه: «أعلم كيف ستدفع لي مقابل هذا السخان ... يمكنك أن تجلب بذورا للمرجة الخاصة ببيتي! متى كانت آخر مرة جرى نثر بذور لتلك المرجة؟ تبدو مريعة؛ تنتشر فيها نباتات اللبلاب الأرضي. أود أن يكون لدي مرجة مشذبة. أفكر في عمل بعض التجديدات في المنزل. أرغب في تركيب مصاريع بلون عنابي حتى أكسر حدة اللون الرمادي الذي يغلب على المنزل. أرغب في تركيب نافذة كبيرة في جانب المنزل. سئمت النظر إلى دار رعاية المسنين. أوه، موريس، هل تعرف أنهم قطعوا أشجار الجوز التي كنت تزرعها؟ قاموا بتسوية الفناء، ووضعوا سياجا حول الجدول!»
كانت ترتدي فستانا طويلا، يشخشخ، لونه أزرق براق. كانت ثمة أحجار زرقاء وسط حلقات فضية تتدلى من أذنيها. كان شعرها شاحب اللون وجامدا، مثل حلوى غزل البنات. كانت هناك ندوب في لحم عضديها، كانت رائحة الويسكي تفوح منها. كان عطرها، ومكياجها، وابتسامتها تشي جميعا له بالزيف، والعزم، والبؤس. كانت قد فقدت الاهتمام بمصدر عذابها. كانت قد فقدت القدرة على الاستمرار مثلما كانت. وفي حماقتها البسيطة، الآخذة، كانت قد فقدت حبه.
قالت: «إذا أتيت الأسبوع القادم ومعك بعض بذور الحشائش وأريتني كيف أبذرها، فسأمنحك شرابا ... بل سأعد لك عشاء، أتحرج عندما أدرك أنك خلال كل هذه السنوات لم تتناول أي شيء على مائدتي.» «عليك أن تحرثي الأرض بالكامل وتبدئي في زراعة الأرض من جديد.» «أحرثها! إذن، لماذا لا تأتي يوم الأربعاء؟ أم أنك تقضي أمسيتك في ذلك اليوم مع روث آن ليذرباي؟»
كانت ثملة، سقطت رأسها على كتفه، وشعر بالكتلة الصلبة في قرطها تندفع مخترقة سترته وقميصه إلى لحمه.
في الأسبوع التالي، أرسل أحد العمال لديه لحرث وبذر مرجة ماتيلدا، بلا مقابل. لم يمكث العامل طويلا. وفقا لرواية العامل، خرجت ماتيلدا وصرخت فيه طالبة منه الابتعاد عن أرضها، وسألته عما كان يظن نفسه فاعلا في أرضها، وقالت إنها تستطيع العناية بفنائها، وطلبت منه الانصراف فورا. «الانصراف فورا» كانت هذه كلمة تذكر موريس أن أمه كانت تستخدمها، وكانت أم ماتيلدا تستخدمها، أيضا، في أيام العافية والعداوات الخالية. السيدة باتلر، السيدة كاربانكل. «انصرف حالا من هنا أيها الغبي الأعور.»
لم ير ماتيلدا لبعض الوقت بعد ذلك، لم يقابلها صدفة، إذا كان هناك أمر يجب عمله في المحكمة، كان يرسل روث آن. تلقى أنباء عن التغييرات التي كانت تتم، ولم تكن تغييرات تتعلق بالمصاريع العنابية أو تجديد المنزل. •••
تقول جوان فجأة بينما كانوا عائدين إلى الشقة: «آه، بم يفيد العرق المسيطر؟!» بمجرد وصولهم، تذهب إلى خزانة الكتب، خزانة الكتب نفسها القديمة ذات الواجهة الزجاجية، لم يبعها موريس، على الرغم من أن ارتفاع الخزانة كان لا يتناسب مع غرفة المعيشة، تجد كتاب أمها «مختارات من الشعر الإنجليزي».
تقول: «الأبيات الأولى»، منتقلة إلى نهاية الكتاب.
Неизвестная страница