أما العاشق دايما أهبل
والمحب عمره ما يعقل
ياما أكره ما علي يوم وصول البوسطة الإنجليزي؛ لأنه ينتج لي منها وجع راس كبير؛ أولا: ملزوم أصحى بدري عن العادة، وأروح القونسلاتوا أسأل على جوابات على شان أختي، ومستحيل إني أبعت خدام زي العالم اللي خلقها ربنا؛ لأن بسلامتها أختي وردة إذا رجع الخدام من البوسطة بدون جوابات بيده، تتحمق وتزعل وتقول: ما يصحش إن ابن عمي ما كتبليش، لا بد ان الخدام ما سألش طيب، أو مفرق الجوابات ما فهمش منه. وكذا العبد الفقير لمنع الشكل والخناق اللي يقطع الرزق، ملزوم وعيني جبنة والتانية مش أروح أنا، أما الأغرب إنه صار لنا تلات أشهر ما استفتحناش بجواب تفرح به أختي من ابن عمها اللي تحبه زي عينيها، والنهار دا الصبح - ولو اني حلمت ليلة امبارح إني رجعت من البوسطة مبسوط منصور بحزمة جوابات قد كدا، (يشاور بالمقدار)
واني شفت أختي بترقص من كترة فرحها - طلع النهار ورحنا البوسطة، ورجعنا يا كبداه يا تعساه! إيد من ورا والتانية من قدام. أما احنا في بسلامتها دلوقت تخرج علينا ملهوفة على جواب واحد، ولو يكون فيه كلمتين تبل به ريقها المسكينة، ويريح غلبها، ويطمنها على من تعزه زي نور عنيها، ولكن أنا أعمل إيه وأساوي إيه؟ ربنا يدبرها. إذا قلت لها: إنه البوسطة ما اجتشي. يا ترى رايح يجرا إيه في الدنيا؟ أما دي شورة! بس فاتتك الواحدة يا أبو نجيب؛ لأن اللي انتا خايف منه دلوقت ينبغي عليك تحاذر منه بعد الظهر؛ لأن إذا قلت لها بعد الضهر إن البوسطة لسة ما وصلتشي، بس فقط ما تصدقنيش، إلا زيادة عن ذلك تلبس وتروح بنفسها، وعندما تعلم حقيقة الأمر ما يخلصنيش من إيديها ولا سبحانه وتعالى! يا أخي إيه! يا واد دا انت كفرت! أقول لكم، والله، ما احكي لها إلا على الحق، بس ربنا يلهمني بكلمتين حلوين أسليها بهم واصبرها؛ لأنه حقيقة أمرها يصعب علي قوي، بس يا واد؛ لأني سامعها خارجة من أوضتها، وباب الأوضة انفتح.
المنظر الثاني (وردة ثم نجيب)
وردة :
صباح الخير يا نجيب.
نجيب :
أسعد الله صباحك ياختي، انتي طيبة؟
وردة :
Неизвестная страница