Саад ас-Сауд
سعد السعود
Год публикации
1363 AH
وما تأخر فالذي نقلناه من طريق أهل بيت النبوة ان المراد منه ليغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر عند أهل مكة وقريش بمعنى ما تقدم قبل الهجرة وبعدها فإنك إذا فتحت مكة بغير قتل لهم ولا استيصال ولا اخذهم بما قدموه من العداوة والقتال غفروا ما كانوا يعتقدونه ذنبا لك عندهم متقدما أو متأخرا وما كان يظهره من عداوتهم في مقابلة عداوتهم له فلما رأوه قد تحكم وتمكن ولا استقصى ولا استصفى غفروا ما ظنوه من الذنوب المتقدمة والمتأخرة وهذا الذي يليق بما اصطفاه الله على جميع أهل الاصطفاء وجعله خاتم الأنبياء والحاكم عليهم يوم الجزاء وأول مبعوث وأول شافع وأول مشفع وأول مقدم يوم الحساب وأول من يحكم في دار العقاب ودار الثواب.
فصل فيما نذكره من الجزء الحادي والثلاثين من تفسير البلخي من الوجهة الثانية من القائمة الأخيرة من الكراس الثالث قوله وانهم ظنوا كما ظننتم ان لن يبعث الله أحدا وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الان يجد له شهابا رصدا ثم ذكر البلخي اختلافا بين المفسرين في أنه هل كان رمى الشياطين والمخبر بالنجوم قبل مبعث النبي (ص) أم لا فذكر عن بعضهم انه لم يكن ثم قال البلخي ما هذا لفظه وإنما دلت الآية على أنهم منعوا عند مبعث النبي بشدة الحراسة عن قليل ما كانوا يصلون إليه من المقاعد أقول واعلم أنه ربما ظهر من الآية انه يمكن يكون رمى الشياطين بالنجوم قبل البعثة قليلا وفى مقعد دون مقعد لأجل قوله تعالى حكاية عنهم فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا ولو كانوا ما وجدوا فيها شهبا قبل المبعث لعلهم كانوا يقولون فوجدنا فيها حرسا شديدا وشهبا فذكروا انها ملئت فكأنه يقتضى ان السماء كانت قبل المبعث غير ملأة من الحرس والشهب فلما بعث ملئت حرسا شديدا وشهبا.
فصل فيما نذكره من الجزء الثاني والثلاثين من تفسير البلخي من الوجهة
Страница 208