ـ[الصّبر مطيّة النجّاح قصِيدة في الحِكَم]ـ
المؤلف: محمد بن أحمد بن عمر مجد الدين أبو عبد الله المعروف بابنِ الظَّهِير الإِرَبْيلي المتوفى ٦٧٧ هـ
جمعها وفسَر ألفاظها: الشيخ عبد القادر المبارك (١٣٦٤ هـ - ١٩٤٥ م)
قدّم لها وضبط نصها: مازن المبارك
الناشر: دَارُ الفِكر، دمشق - سورية
عام النشر: ١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م
عدد الأجزاء: ١
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
1 / 1
المعلوماتية سباق الألفية الثالثة ٢٠٠١
إعادة ١٤٢٢ هـ = ٢٠٠١ م
ط ١/ ١٩٩٠ م
الرقم الاصطلاحي: ٠١٣، ٠٨١٧
الرقم الدولي: ISBN: ١-٥٧٥٤٧-٣٥٦-٩
الرقم الموضوعي: ٨٤٠
الموضوع: الشعر
العوان: الصبر مطية النجاح
التأليف: ابن الظهر الإربيلي
جمع: الشيخ عبد الظهير المبارك
الصف التصويري: دار الفكر - دمشق
التنفيذ الطباعي: المطبعة العلمية - دمشق
عدد الصفحات: ٦٤ ص
قياس الصفحة: ١٢×١٧ سم
عدد النسخ: ١٠٠٠ نسخة
جمع الحقوق محفوظة
يمنع طبع هذا الكتاب أو جزء منه بكل طرق الطبع والتصوير والنقل والترجمة والتسجيل المرئي والمسموع والحاسوبي وغيرها من الحقوق إلا بإذن خطي من دار الفكر بدمشق برامكة مقابل مركز الإنطلاق الموحد
ص. ب: (٩٦٢) دمشق - سورية
فاكس: ٢٢٣٩٧١٦
هاتف: ٢٢٣٩٧١٧ - ٢٢١١١٦٦
http://www.fikr.com
e-mail:[email protected]
1 / 2
إهداء مركز جمعية الماجد للثقافة والتراث
بسم الله الرحمن الرحيم
الصبر مطية النجاح
1 / 3
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على معلّم الناس الخير محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه.
هذه قصيدة نظمها محمد بن أحمد بن عمر، مجد الدين، أبو عبد الله العروف بابن الظهير الإربلي (١). وهو عالم مرّاكشي لأصل، إربلي المولد، حنفي المذهب، كان أديبًا فاضلًا عالمًا بالفقه واللغة والنحو. تلقّى العلم في إربل وبغداد، ودرّس في دمشق ومصر. ألّف " تذكرة الأريب وتبصرة الأديب "، و" مختصر أمثال الشريف الرضي ".
_________
(١) انظر ترجمته في فوات الوفيات ٢/ ١٧٤ (٢/ ٢١٩ ط ١٢٨٣ هـ)، والجواهر المضيّة ٢/ ١٩ و٤٠١، وتاريخ ابن الفرات ٧/ ١١٧ و١٣٧، والدارس للنعيمي ١/ ٥٧٤، وبغية الوعاة: ١٥، والأعلام. وبروكلمان ١/ ٢١٩، والملحق ١/ ٤٤٤.
1 / 5
قال صاحب فوات الوفيات: " كان ذا رأي منتقى، وهو من أعيان شيوخ الأدب وفحول المتأخرين في الشعر، له ديوان شعر في مجلدين ".
تخرّج به عدد من العماء، منهم عبد القاهر بن محمد أبو بكر التبريزي (- ٧٤٠ هـ) وحمع منه قصيدته البائية (٢) -وهي هذه القصيدة-. ومنهم شهاب الدين محمود بن سلمان بن فهد أبو الثناء (- ٧٢٥ هـ) الذي تأدّب به ولازمه وسلك طريقه في الشعر والنثر، وكان كاتب ديوان الإنشاء عن السلطان قلاوون. ولم يكن بعد القاضي الفاضل مثله، وله شعر كثير وتصانيف في الأدب والإنشاء (٣).
وكانت ولادة ابن الظهير بإربل سنة ٦٠٢ هـ ووفاته بدمشق سنة ٦٧٧ هـ.
_________
(٢) الدرر الكامنة ٢/ ٣٩٥.
(٣) انظر ترجمته في الدرر الكامنة ٢/ ٣٢٤، والنجوم الزاهرة ٩/ ٢٦٤، وفوات الوفيات ٢/ ٣٥٨، والأعلام.
1 / 6
أما قصيدته البائية هذه فقد جمعها والدي الشيخ عبد القادر المبارك (المتوفى سنة ١٣٦٤ هـ و١٩٤٥ م) من كتب متفرّقة، وكان كلما وقف على قطعة منها سجلها على غلاف أحد كتبه، ولمّا اكتملت عنده وضع لكل موضوع منها عنوانًا يوضح فكرته ويدلّ عليه ثم شرح ألفاظها وفسّر بعض أبياتها ونشرها في مجلة الحقائق الدمشقية (٤).
ورأيت أن أعيد نشرها لما فيها من حكم أخلاقية اجتماعية فقابلت النص المطبوع على الأصول الخطيّة وأشرت إلى مواطن الخلاف ثم ضبطت النص، على أن في المطبوع أبيات قليلة لم ترد في مواضعها من المخطوط فأبقيتها كما جاءت في المطبوع.
_________
(٤) الأجزاء ٦، ٧، ٨ من المجلد الثالث. ومجلة الحقائق مجلة أصدرها عبد القادر الكيلاني الإسكندراني (المتوفى سنة ١٣٦٢ هـ - و١٩٤٣ م) في دمشق سنة (١٣٢٨ هـ- و١٩١٠ م) وصدر منها أثنا عشر جزءًا كان آخرها فيما أعلم في رجب من سنة ١٣٢٩ هـ الموافق لشهر حزيران من سنة ١٩١١ م.
1 / 7
أمد الحياة قصير
كل حي إلى الممات مآبه ... ومدى عمره سريع ذهابه
معه سائق له وشهيد ... وعلى الحرص ويحه أكبابه
يخرب الدار وهي دار بقاءٍ ... وهو يبني ما عن قريب خرابه
1 / 8
خلقك من تراب
عجبًا وهو في التراب عريق ... كيف يلهيه طيبه وملابه
كل يوم يزداد نقصًا وإن ... حلت أوصاله أوصابه
والورى في مراحل الدهر ركب ... دائم السير ليس يرجى إيابه
1 / 9
إن خير الزاد التقوى
فتزود إن التقى خير زادٍ ... ونصيب اللبيب منه لبابه
وأخو العقل من تقضي بصدق ... شيبه في صلاحه وشبابه
وأخو الجهل يستلذ هو النف ... س فيغدو لديه كالشهد صابه
1 / 10
من انقاد للشهوة والهوى ضل
كم أضلت منى عقولًا وكم أو ... جب نقصًا لفاضل إعجابه
وأحال الهوى حقائق حتى ... صار عذابًا لذي الغرام عذابه
نحن في دار العبر
أجل الفكر في الزمكان اختبارًا ... واعتبارًا فالكون جم عجابه
1 / 11
سر القضاء والقدر بحر لا ساحل له
وتحام الأقدار نطقًا وفكرًا ... فهي في شاهق تشق عقابه
وإذا ما الجهول أغرق فيها ... أغرقته بالسيل منها شعابه
1 / 12
الرأي بعد التروي
رب أمر يريب ذا العقل صعب ... بالتروي فيه يزول ارتيابه
لا تكن حاكمًا بأول رأي ... فكثير بين الأمور التشابه
رب كأس من الجمال كا يؤ ... ثر عار من الجميل أهابه
وعزيز ممنع ضيم حتى ... أصبحت كالوهاد ذلًا هضابه
1 / 13
ودنيء علا به الجد حتى ... أوطئت هامة الثريا ركابه
1 / 14
رب ساع لقاعد وكم من أمر خالف مقتضى العقل القاصر وجرى على وفق
القضاء والقدر
وسعيد يحظى بكسب سواه ... وشقي لغيره إكسابه
وغني صلاحه في غناه ... وفقير إعطاؤه إعطابه
وجواد بماله نال ذكرًا ... كان ذاك الذكر الجميل ثوابه
1 / 15
وكريم مقتر الرزق من ك ... ف لئيم أمواله أربابه
وعدو يفيدك القرب منه ... وصديق عين الصواب اجتنابه
وملول لحاضر متمنٍ ... لخيال من غائب ينتابه
لا يغرنك قرب خل ولا يؤ ... نسك من خلة العدو جنابه
1 / 16
فلكم مصحب عراه حران ... وحرون أنى له أصحابه
وجهول مع الرضى وحليم ... ليس يثني إغضاءه إغضابه
ومقيم في السوق غير حريص ... وإمام سوق له محرابه
1 / 17
ومحل ثوى به غير باني ... هـ وعلم أضاعه أربابه
وعريق في الجهل مستحسن الح ... ن وحبر مستهجن إعرابه
موجز القول من أخي الفقر مملو ... ل وذو الجد موثر إسهابه
1 / 18
لا تحجب بالثوب عن لابسه
لا تضع قدر ذي النباهة إن قد ... ر إعساره ورثت ثيابه
وتأمل فالبدر لا نقص يعرو ... هـ إذا كان بالسحاب احتجابه
زين ذي الفضل فضله وهو عار ... وأخو النقص زينه أثوابه
لا يعادي الكريم إلا اللئيم
ومعاداة كل حر كريم ... ديدن الأخرق اللئيم ودابه
1 / 19
شبه الشيء منجذب إليه
وإذا صادف الوضيع وضيعًا ... ليس يلقى إلا إليه انصبابه
ليس بدعا فوز الأراذل بالما ... ل وفوت الغني الكريم نصابه
وبعيد من التوسع في الرز ... ق أديب من رزقه آدابه
كن قنوعًا بما تيسر فالطا ... مع عبد ما تنقضي آرابه
1 / 20
وغنيًا مهما غدوت فقيرًا ... بإله طاعاته أبوابه
وإذا كان خوفه لك دأبا ... لم تجد في الوجود شيئاتها به
إن رزقًا جميعه لك مكتو ... ب من الحمق بالسفاه طلابه
ولقد يرزق المقيم ويكدى ... من سعى دهره وطال اغترابه
ولكم قارف الدنيئة مثرٍ ... ووقى عرض مملق إجدابه
إن أمرًا لم يمضه القدر الما ... ضي لتغدو عوائقًا أسبابه
1 / 21