أحببتك أيها القوي، مع أن آثار حوافرك الحديدية لا تزال ظاهرة في لحمي.
وأحببتك أيها الضعيف على رغم أنك جففت إيماني، وعطلت علي صبري.
أحببتك أيها الغني، في حين أن عسلك كان علقما في فمي. وأحببتك أيها الفقير، مع أنك عرفت عوزي وفراغ ذات يدي.
أحببتك أيها الشاعر المقلد، الذي يستعير قيثارة جاره ليضرب عليها بأصابعه العمياء، أحببتك كرما ولطفا. وأحببتك أيها العالم الدائب عمره في جمع الأكفان الرثة من حقل الخزاف الممقوت.
أحببتك أيها الكاهن الجالس في سكون أمسه متسائلا عن مصير غده.
وأحببتك أيها العابد الذي يتخذ له من أشباح رغائبه آلهة يعبدها.
أحببتك أيتها المرأة، المتعطشة وكأسها مملوءة أبدا؛ لأنني عرفت سرك.
وأحببتك أيتها المرأة الساهرة لياليها، مشفقا عليك.
أحببتك أيها الثرثار قائلا في نفسي: «إن للحياة كثيرا فتقوله.»
وأحببتك أيها الأبكم قائلا في سري: «حبذا لو أسمع نطقا يعبر عما في صمته.»
Неизвестная страница