وعلى هذا الغرار طبع أكثر شعره، فلذت للناس مطالعته؛ لأن هزله كهزل أبي نواس يضحك ولا يؤلم، في حين أن نكتة شاكر الخوري توجع، بل تقطع الظهر ألما وضحكا ...
وإذا لم أتعرض كثيرا لأسعد رستم فلأنه لا يزال حيا، وليس هو من «المنقطعين» ...
شعراء متفلسفون
(1) محيي الدين الخياط
شاعر رائق الديباجة متينها، تلمذ للشيخين الأسير والأحدب، فكان رائدا كبيرا من رواد النهضة بما ترك لنا من تآليف في الأصول والتاريخ حتى الفقه، فمهد الطريق للناشئين. كان محررا لجريدتي الإقبال، وثمرات الفنون، وله مقالات شائقة، وقد عرب عن التركية رواية «الوطن» التي وضعها نامق كمال بك، ومن ترجمته لها ندرك أنه كان حر النزعة، وله أيضا تعليق على شرح نهج البلاغة، وتفسير لغريب ديواني أبي تمام وابن المعتز.
أما أشهر ما له من الشعر فقصيدة عنوانها «سوانح وبوارح» بناها «مخمسة» على أحرف الهجاء ملتزما في كل مخمس قافية توحد القصيدة، وهاك مطلعها:
هيولى الكون في صور الهباء
إلام نجول في هذا الفضاء؟
أتبقى يا فناء بلا فناء؟
أم الإفناء سلسلة البقاء؟
Неизвестная страница