وهل ارتعدت مروعا لما سطا
بالروم ذاك الصارم البتار
كأن شاعرنا قد نظر في الأمس إلى ما رأيناه نحن أول من أمس، وفي هذا قال رئيس لبنان الشيخ بشاره الخوري، في ختام إحدى روائع خطبه: الحكومات تزول، ويبقى لبنان.
ثم ينقلنا الشاعر إلى قصيدة عنوانها «الاشتباك» فندعه وشأنه؛ لأن للمصلح ثلثي القتلة ... ويدهش البخار شاعرنا؛ فيقول قصيدة عنوانها «معجزات العصر » يصف فيها قدرة العقل البشري على الخلق. أما شعراء اليوم فيرون أكثر مما رأى الخليل فما يخف وقارهم كما خف وقاره، ويظلون ساكتين لأن الذهب خير من الفضة ...
قيل إن المنصور عندما مات ابنه طلب من ينشده: أمن المنون وريبها تتوجع، فلم يجد في حاشيته من يعرفها فقال: إن مصيبتي بابني أهون علي من هذه المصيبة؛ فإلى شعراء اليوم نحول هذه الكلمة ليفكروا فيها.
ثم يأسف الشاعر لتأخر الشرق، ولكنه يعود إلى غزله فيقول قصيدة عنوانها «العهد»، وأخرى عنوانها «البعاد»، ثم ينظم قصيدة طيبة عنوانها «الحلم» يهديها إلى الخواجة إسكندر التويني، الذي صار فيما بعد بمقام وزير الخارجية في عهد المتصرفية. ليس في هذه القصيدة شيء من المدح، بل كلها غرام وعبرة، وما للتويني فيها غير الإهداء. وهناك قصائد أخرى من هذا الطراز المعلم لا يتسع المجال للإلمام بها. ويخص الشاعر «البدر» بقصيدة فيها التخيل والخلق الرائعان، ويتبعها بقصيدة عنوانها «المحب المغدور»، وليس هو أول سار غره قمر ... وبعد أن تاب توبة نصوحا في هذه القصيدة سمع صوتا، فقال قصيدة عنوانها «اليقظة»، وهذا مطلعها:
أصوتك أم صدى عود يعاد
وأنت أم الملاك له ارتياد
ثم ينثني فيقول قصيدة طويلة النفس كقصائد ابن الرومي يهديها إلى التويني أيضا، ويخصه ببضعة أبيات في ختامها، ثم نظم في مدينة صور قصيدة طويلة أيضا حتى قال بلسانها:
ما كان لي أبدا نظير في العلى
Неизвестная страница