Рум
الروم: في سياستهم، وحضارتهم، ودينهم، وثقافتهم، وصلاتهم بالعرب
Жанры
9
بجيش كبير لصدهم سنة 588، فكسرهم، وقتل الخاقان في المعركة، ثم أسر ابن الخاقان في معركة ثانية، ودخل دلخ عاصمة الأتراك، واستولى على ما وجده فيها من الذهب - وكان كثيرا - ولم تأت السنة 589 حتى كان بهرام قد عاد إلى فارس ظافرا غانما، فأكرمه الشاهنشاه وأمره على كل جيوشه ومنحه لقب بهلوان وعلا قدره بين الفرس وتعلقوا به، فأنفذه هرمز إلى منطقة سوانية الخاضعة للروم في القوقاس، فدخلها فنهب وسبى، وأرسل الغنائم إلى هرمز في طيسفون.
وتحرك الروم للدفاع، في شتاء السنة 589، فتوجه رومانوس بجيش مجرب إلى سوانية، فكسر بهرام وشتت شمل رجاله، ولم يكتف هرمز بما أرسله إليه بهرام من غنائم فسخط عليه، فأدى ذلك إلى ثورة داخلية أسقطت هرمز عن عرشه، وأحلت بهرام محله، وذلك في السنة 590.
10
وفر أبرويز بعياله وثلاثين من أخصائه إلى قرقيسية عند مصب الخابور في الفرات، فكتب محافظها بذلك إلى الإمبراطور، وكتب إليه أبرويز أيضا لاجئا مستغيثا، ووعد بأن يعيد دارا ومرتيروبوليس «ميافارقين» وقسما من أرمينية إليه، وأن يبقى في سلم دائم معه، وألا يطالبه بمال البتة. فدعا موريقيوس إليه أعضاء مجلس الشيوخ وشاورهم في الأمر، فأجابوا بعدم القبول، وأبانوا أن الفرس لا دين لهم ولا قانون، يعدون في الضيق وينكثون عند الفرج، وأنهم ألحقوا ضررا كبيرا بالروم، فليقتتلوا وليمحق بعضهم بعضا وليدعوا الروم هادئين مطمئنين،
11
ولكن موريقيوس رأى مع ذلك أن الشرف والشهامة والمصلحة تقضي بتقديم المساعدة المطلوبة إلى أبرويز، فوعده بها وتابع الحرب ضد بهرام، وقام أبرويز إلى أذربيجان فوافاه إليها بندويه وغيره من المقدمين والأساورة في جيش كبير من أصبهان وفارس وخراسان، ونهض الروم بقيادة نرسيس لمعونة أبرويز، والتقى الجيشان بعدوهما في سهول تبريز
12
في خريف السنة 591، فدارت الدائرة على بهرام وفر لاجئا إلى بلاد الأتراك.
وبر أبرويز بوعده فأعاد دارا ومرتيروبوليس إلى الروم، وتنازل عن قسم هام من أرمينية الفارسية، ولم يطالب بعد ذلك بالإتاوة السنوية، فوصلت حدود الروم إلى بحيرة وان ومداخل تفليس، ووقع أبرويز وصديقه موريقيوس سلما دائما.
Неизвестная страница