155

Rulings of Funerals 1

أحكام الجنائز ١

Издатель

مطبعة سفير

Место издания

الرياض

Жанры

حتى دخل على عمر، فقام بحياله يبكي، فقال له عمر: علام تبكي؟ أعليَّ تبكي؟ قال: إي والله لعليك أبكي يا أمير المؤمنين، فقال: والله لقد علمت أن رسول الله ﷺ قال: «من يُبكى عليه يُعذَّب» وفي رواية لمسلم عن أنس أن عمر بن الخطاب لما طُعِنَ عَوَّلَتْ عليه حفصة فقال: يا حفصة أما سمعت رسول الله ﷺ يقول: «المُعوَّلُ عليه يعذب» وعَوَّل عليه صهيبٌ فقال عمر: يا صهيب أما علمت: «أن المعوَّل عليه يعذب» وفي لفظ للبخاري: أن عمر لما أصيب دخل صهيب يبكي يقول: واأخاه، واصاحباه، فقال ﵁: يا صهيب أتبكي عليَّ، وقد قال رسول الله ﷺ: «إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه»، وفي رواية للبخاري: «إن الميت ليعذب ببكاء الحي» (١). واختلف العلماء ﵏ في المراد بهذا الحديث، ومن ذلك قول الجمهور: وهو أن الحديث محمول على من أوصى بالنوح عليه، أو لم يُوصِ بتركه مع علمه بأن الناس يفعلونه عادة. وقيل: معنى «يُعذَّب» أي يتألَّم بسماعه بكاء أهله ويرق لهم ويحزن، وذلك في البرزخ، ونصر ابن تيمية وابن القيم هذا القول (٢). وسمعت شيخنا ابن باز – ﵀ – يقول: الميت يعذب ببكاء أهله، والله أعلم بالكيفية (٣).

(١) متفق عليه: البخاري، كتاب الجنائز، باب قول النبي ﷺ: «يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه إذا كان النوح من سنته»، برقم ١٢٨٧، ١٢٨٦، ١٢٨٩، ٣٩٧٨، ومسلم، كتاب الجنائز، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه، برقم ٩٢٧ و٩٢٨،وانظر: الأحاديث في مسلم، برقم ٩٢٧ - ٩٣٣. (٢) أحكام الجنائز للألباني، ص٤١. (٣) انظر: فتح الباري، لابن حجر، ٧/ ٣٠١.

1 / 156