Душа великого Махатмы Ганди
روح عظيم المهاتما غاندي
Жанры
ولقد أسف أناس من فضلاء الهند ومن عباقرتها النابهين وفي طليعتهم تاجور؛ لأن غاندي سخر هذه القوة الروحانية المثلى في خدمة السياسة.
ولكن الذين عاشوا منهم بعده أو عاشوا إلى أخريات أيامه، قد علموا أنه كان على صواب فيما صنع؛ لأنه لم يفسد روحانيته، بل نقل الروحانية إلى السياسة فأصلحها، وجعلها في نظر الأنصار والخصوم حرفة جديرة بقديسين. •••
لقد كانت هذه القوة الخارقة عنصرا فعالا في تاريخ أربعمائة مليون من الآدميين، وستظل عنصرا فعالا في تاريخ البشر جميعا إلى زمن بعيد.
بم نقيسها إذا أردنا أن نذرع آمادها وندرك أغوارها وآفاقها؟
أبحماية البقرة أو عبادتها؟ أبالصيام إلى أجل أو بالصيام حتى الموت؟ أبالتقشف والزهادة؟ أباجتناب مطلق لكل ضرب من ضروب العنف بغير قيد ولا شرط، ومع جميع الناس، وفي جميع الأحوال؟
كلا، إنما هذه كلها صور وعناوين، وإنما القوة الصحيحة من وراء هذه الصور والعناوين، وكل قوة صحيحة في نفس الإنسان فهي القوة التي تعدو به طوره المحدود، وتخرجه من أثرته الضيقة وتقيمه إنسانا يعلو على صغائر الساعة، ويدين بالإنسانية الشاملة في عمرها الخالد المديد. وما العبرة في القياس الأصيل إلا بهذه القوة الصحيحة، دون ما تتسمى به من الصور والعناوين.
وليس هذا القياس بدعا في القوى الروحانية وحدها، فقد نجد له مثيلا في القوة الجسدية وفي هذه الملموسات المادية التي نحسبها مرجع الصحة والصدق والفهم العملي الذي لا تشوبه المغالطة والخداع.
فهل من «مادية جسدية» أدخل في باب المادة والتجسد من غذاء الأبدان؟
إنه المادة من صميم المادة في عرف الواقعيين والمثاليين والخياليين، ومع هذا نحن نحسه على نحو، وننتفع به في أجسادنا على نحو آخر.
نحن ننتفع بالغذاء لأنه فحم وجير وحديد وملح وفسفور إلى غير ذلك من المعادن المحدودة التي تدخل في بنية الأحياء، فمن الذي يأكل طعامه لأنه فحم أو جير أو حديد أو ملح أو فسفور؟ إن الطبيعة لم تخدع الناس حين جعلتهم يأكلون ويشربون؛ لأنهم يطلبون طعما حلوا، أو طعما حامضا، أو طعما مزا، أو طعما يجلب الشهية ويلذ في المذاق؟
Неизвестная страница