391

Рокамболь

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Жанры

وعند ذلك دعا خادمه وأمره أن يدعو له أحد الأطباء الأخصاء بهذه العاهات.

انطلق الخادم مسرعا، وذهب روكامبول إلى المطبخ فأحضر لأندريا ما تيسر من الطعام، جعل يزدرده بشراهة تدل على شدة جوعه، إلى أن حضر الطبيب فلفق له روكامبول حكاية خلاصتها أن هذا الرجل كان بحارا تحت إمرته، وكان له عدو شديد احتال عليه حتى تمكن من إبقائه على شاطئ إحدى الجزر المتوحشة، ففعل به أهلها ما فعلوه، ثم باعوه إلى أحد البحارة فباعه إلى أحد أصحاب الملاعب، إلى أن عثر به هذه الليلة فعرفه واشتراه وقدم به كي يعالجه، ثم سأله إذا كان يمكن إزالة هذه الندوب والوشم من وجهه، ففحصه الطبيب فحصا مدققا وقال: لا ريب أن هذا الوشم من آثار تلك القبائل المتوحشة، وأظن أني أستطيع إزالته. - والندوب؟ - إن آثارها لا تزول. - وعيناه؟ - إن إحداهما طفئت فلا رجاء منها، والثانية في أشد حالة من الخطر، وفي كل حال سأعود غدا في الساعة العاشرة أفحصه على نور النهار. - حسنا، وستراني بانتظارك. فودعه الطبيب وانصرف.

عاد روكامبول إلى أندريا وقال: إننا سنفرغ جهدنا بإزالة هذه الآثار من وجهك، فلا تطمح أن تعود إلى سابق حالك، فتغوي بجمالك الكونتس حنة دي كركاز امرأة أخيك، ولكننا نحاول أن نخفف شيئا من قبح هيئتك.

ارتعد أندريا عندما سمع اسم شقيقه وابتسم ابتساما هائلا، فقال روكامبول: طب نفسا، سأصنع لك جميع ما أستطيعه، والآن اسمح لي بفراقك إن للمركيز دي شمري أختا وصهرا يسكن معهما، فلا بد له من العودة إلى قصره. فرأى على مائدته رسالة وردت إليه في المساء وهذا نصها:

إن الدوق والدوقة دي سالاندريرا يتشرفان بدعوة المركيز ألبرت دي شمري إلى طعام العشاء عندهما يوم الأربعاء.

فقال روكامبول في نفسه: إن أعمالي مع هذه الأسرة جارية في أحسن مجرى. ثم نام نوم المطمئن الآمن من الحاضر والواثق بالمستقبل.

وفي الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي ذهب إلى المنزل الذي أقام فيه أندريا، فوجد الطبيب قد سبقه وفحصه الفحص الدقيق، فقال روكامبول: ماذا شاهدت؟ - إني أستطيع إزالة بعض الآثار من وجهه، بحيث يظهر بعد ذلك كأنه قد انفجر مرجل أمامه، فأصابه رشاش مواده وشوهته، إلا أني أخشى أن يذهب ما بقي من بصره ويصبح أعمى بعد هذه المعالجة.

فتركه روكامبول ودخل إلى الغرفة المقيم فيها أندريا ووضع أمامه أدوات الكتابة وسأله: ألا تزال قادرا على الكتابة؟

فأخذ أندريا القلم وكتب هذه الجملة : إني شديد الظمأ للانتقام، وأذكر كل شيء.

فأجاب روكامبول: إذن أغمض عينك، واكتب لأرى إذا كنت تستطيع الكتابة في الظلام؛ إذ لا يمكن أن تحادثني إلا بالكتابة، وقد نضطر إلى المحادثة في الليل.

Неизвестная страница