فقال الكونت: من هم؟ - لا أعلم، إني رأيت أربعة رجال يسرعون إلى سفينتي بقارب.
قالت باكارا: لعله أرمان.
فهاج الحقد بصدر أندريا وقال: إن أرمان قد قتل.
فذعر الجميع لهذا النبأ، ما خلا الكونت وباكارا، فإنهما كان يحسبان أن روكامبول قد مات.
قال لهم أندريا: إنكما تحسبان روكامبول ميتا، وقد نجا من الكيس الذي ألقيتماه في نهر المارن، وقتل الكونت منذ ساعة وفر.
فذعرت باكارا وقالت: إذا كان ما تقوله صحيحا فاستعد لأفظع موت. ثم خرجت مسرعة إلى ظهر السفينة، فأخذت منظار الربان ونظرت به إلى القارب، فرأت أرمان فيه على نور المشاعل: فرجعت مسرورة الفؤاد وقالت: كذبت أيها الخائن، فهو ذا أرمان قد أتى ولكنه أتى بعد فوات الأوان، فلا تؤمل أن يشفع بك.
وعند ذلك أصدر الكونت إشارة إلى خادميه الروسيين، فسقط الستار بين الحاضرين وبين أندريا؛ إذ لا يجب على القضاة أن يحضروا تنفيذ العقاب.
65
ولم يكد يصعد الحاضرون إلى ظهر السفينة حتى رأوا أرمان مسرعا إليها مع ثلاثة من خدامه، وكلهم مسلحون، ولكنه ما لبث أن رأى باكارا حتى تراجع منذهلا إلى الوراء قائلا: ماذا أرى؟ - إن الله معنا يا سيدي الكونت، فلنشكر الله. - وأندريا الخائن أين هو؟ - إنه يلقى العقاب الذي يستحقه.
ثم أخذته بيده إلى حيث كان الجالسون على المقعد، فسمع أندريا يئن أنينا يخرج من صدره كزئير الوحوش، فتقطع قلبه من الإشفاق، وذكر أن أما واحدة حملتهما فاسترسل إلى عواطف حنوه ونظر إلى باكارا قائلا: إنه أخي ...
Неизвестная страница