ومضى على زواجه عشرون عاما، فبينما هو نائم ذات ليلة في المنزل دخل بعض الأشرار إلى غرفة رقاده وقتلوه بالخناجر، فأفرغت الحكومة مجهودها في البحث عن القاتل فلم تقف له على أثر.
وكان أبناء المركيز قد شبوا، فمات اثنان منهم بذاك المرض الخفي الذي ماتت به امرأة جدك الأولى، أما الولد الثالث فقد وردت إليه رسالة خالية من التوقيع هذا نصها:
احذر لنفسك فإن أباك المركيز قد أغوى امرأة البارون ولدتر كارلوتنبورج، وهذا هو السبب في ما تلقاه عائلتك من النكبات المتتابعة.
أما الولد الثالث فهو أبوك يا سيدتي، وقد كان له صديقان أصغر منه سنا وهما ذانك الحارسان اللذان كتبا لك.
وكان يوجد في باريس في تلك الأيام ابن البارون ولدتر الأكبر، وهو شقيق البرنسيس، فخاصمه أبوك وقتله في مبارزة، وكان شاهده في المبارزة صديقاه دي بوفوازين وراوول.
فلما قتل البرنس، وكان الملك قد جعله برنسا قبيل مقتله حسب أبوك أن جذوة الأحقاد العائلية قد خمدت، ولم يكن له من العمر غير ثلاثين عاما، فأراد الزواج استبقاء لاسم عائلته؛ إذ لم يبق منها سواه.
ولكنه أخطأ في حسابه فإنه في اليوم التالي لزواجه وجد امرأته مخنوقة في سريرها، فملأ الرعب قلبه وبرح باريس متنكرا وقد غير اسمه، فأقام في ميونخ متنكرا باسم شارل ريتربرج، وهناك تزوج أمك وبعد عامين ولدتك، وذاك منذ ستة عشر عاما، لكنها ماتت بعد ولادتك موتا فجائيا، وبعد بضعة أيام مات أبوك، ولكنه تمكن قبل مفارقة الروح من أن يقص علي هذا التاريخ العائلي المحزن.
فلما فرغ فريتز من حكايته قالت له كريتشن: إذن إن هذه الأميرة التي أعيش في ظلها هي ابنة قاتلي أسرتي؟ - نعم. - إذا كنت تعرف ذاك، فكيف تركتني أقيم في منزلها؟ - إن الأقدار أرادت أن تكوني في منزلها يا سيدتي، فإن أباك حين برح فرنسا باع جميع موجوداته فيها، وقد أمرني وهو على فراش الموت أن أنتظر إلى أن تبلغي الرابعة عشرة من عمرك فأذهب إلى باريس لاسترجاع ثروتك.
فلما بلغت هذا العمر سافرت إلى باريس امتثالا لأمر أبيك، فبحثت بحثا مستفيضا عن تلك الثروة فلم أظفر بها؛ لأن جدتك كانت قد أدركتها الوفاة، ولم يكن يعرف مكان هذه الثروة إلا صديقي أبيك وهما دي بوفوارين وراوول، ولكني لم أعرفهما في ذاك الحين.
فلما عدت بالخيبة إلى ميونخ وعلمت أنك في قصر الأميرة جمد الدم في عروقي من الإشفاق عليك، وأسرعت إلى قصر الأميرة فالتمست مقابلتها وكنت عازما على قتلها إذا لم تأذن لك بالخروج معي من قصرها.
Неизвестная страница