ذلك أن هذا الرسم كان يشبه تلك الفتاة التي رأتها عند داغوبير شبها عجيبا حتى كأنه رسمها، فالتفتت إلى بنيامين وقالت له: بربك قل لي، من هي صاحبة هذا الرسم؟
فلم يجبها بنيامين بحرف وخرج من الغرفة تاركا الصندوق أمام أورور.
12
مر بذلك ثلاثة أيام، كانت أيام رموز وأسرار إذا صدقت تلك الحوادث التي جرت في قصر بوربيير، وهو القصر الذي يقيم فيه لوسيان وأمه الكونتس دي مازير.
إن والدة لوسيان لم تكترث بخصام ابنها وخطيبته، وكانت تعتقد أنه سيذهب في الصباح إليها ليصالحها.
غير أن لوسيان لم يفعل شيئا من هذا، فإنه ركب في الصباح جواده يصحبه الشفالييه وقد لبس كلاهما ملابس الصيد.
وكانت أمه تراقبهما من وراء زجاج النافذة، حتى ابتعدوا وهي تحسب أن ابنها ذهب توا إلى خطيبته ليسترضيها، ويذهب بها إلى الصيد.
غير أن رجاءها قد خاب؛ لأن لوسيان رجع في المساء وحده لأن صديقه الشفالييه رجع إلى منزله.
فدخل لوسيان إلى حجرته لتغيير ملابسه، واغتنمت أمه هذه الفرصة وعلمت من دليل الصيد أن ابنها لم يذهب إلى منزل أورور خطيبته وأنها لم تحضر حفلة الصيد.
ورجعت إلى غرفتها ودعت ابنها إليها وقالت له: لا يزال لدينا ساعة قبل أوان العشاء فلنتحدث في خلالها.
Неизвестная страница