الأب جيروم
فحمل لوسيان الكتاب وذهب به إلى الشفالييه وهو يزبد من الغضب، فدفعه إليه وقال: لقد كنت مصيبا في ما توقعته.
فقرأ الشفالييه الكتاب ثم رده إليه وقال له: أتريد الآن أن أرشدك إلى الطريقة التي وعدتك بها. - بلا ريب، ولأجل هذا أتيتك. - ألا تزال عازما على الاقتران بحنة؟ - كل العزم، فلا يحول دون هذا القصد حائل. - إذن فاعلم أن طريقتي بسيطة جدا. - ما هي؟ - هي أن تختطفها.
ففكر لوسيان وقال: ولكن الأب جيروم حريص عليها. - نغتنم فرصة انشغاله مع الرهبان بصلاة الصبح. - وداغوبير؟ - أنا أتعهد به. - كيف؟ - إني أزيله عن طريقك. - أترتكب جناية؟ - كلا، ولكني أستطيع إبعاده عنك ثمانية أيام، وفي خلال هذا الأسبوع تتمكن من الذهاب بالفتاة إلى باريس، وهناك يعقد زفافكما أول كاهن تراه.
ثم ضحك ضحك الفوز والانتصار، وقد أيقن أن الكونت لوسيان بات في قبضة يده يتصرف به كيف شاء.
10
ولنعد الآن إلى مدموازيل أورور التي تركناها سائرة في طريق سولي يصحبها الشفالييه والبارون، فإنها كانت تسير دون أن تفوه بكلمة، وقد احترم الفارسان سكوتها فلم يكلماها.
ولما وصلت إلى سولي، التفتت إلى الشفالييه وقالت له: إني أريد أن أعهد إليك بإيصال رسالة إلى ابن عمي الكونت لوسيان دي مازير.
فانتزع الشفالييه ورقة من دفتره ودفعها إلى الكونتس، فكتبت إلى ابن عمها كتابا مؤلما فقطعت به معه كل علاقة واتصال، فأخذه الشفالييه وسار إلى لوسيان كما تقدم.
أما أورور فإنها سارت مع البارون عائدة إلى منزلها، فكانت ساكنة وعلائم الغضب بادية بين عينيها، ولكنها مع ذلك تصغي إلى حديث البارون، فإنه كان يحدثها بحكاية ربيبة الدير تلك القروية التي فتن بها لوسيان وآثرها عليها.
Неизвестная страница