147

Рокамболь

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Жанры

فقال لها الشفالييه: نسألك العفو أيتها الكونتس، فقد بذلنا جهد الطاقة للحاقك فلم نستطع.

فأجابت: وأنا قد انتظرتكما، ولكن أتعلمان في أي طريق ذهبت الكلاب؟ - إنها سارت في أقرب طريق يؤدي إلى بوربيير كما أمر صاحبها. - ولوسيان؟

فابتسم الشفالييه ابتسامة دلت على ما فطر عليه من المكر وقال: إن لوسيان يسير في غير هذا الطريق. - ماذا تعني بذلك يا شفالييه؟

فابتسم البارون وقال: إن صديقي الشفالييه يحب النميمة يا سيدتي الكونتس فلا تصدقيه.

فقطبت حاجبيها وقالت: إني لا أفهم الألغاز، فأرجوك يا شفالييه أن تخبرني بجلاء عن الطريق التي سار فيها لوسيان؟ - إنه سار يا سيدتي في طريق الدير.

فابتسمت الفتاة ابتسامة الاحتقار وقالت: إنه ليس فيلسوفا فقط، بل إنه من أهل التزهد والعبادة. - إنه لم يذهب بطريق الدير من أجل هذا. - إذن ما هي غايته؟ - إنه يوجد عند باب الدير دكان حداد بيطري. - لعل نعل فرسه سقط؟ - إنه يسقط باستمرار قرب محل هذا البيطري. - إني لا أفهم ما تقول يا حضرة الشفالييه. - إذن فاعلمي يا سيدتي أن لهذا البيطري قريبة بارعة في الجمال.

فاصفر وجه الكونتس عند ذلك، كأنما عقرب الغيرة قد لسعتها، ونظرت إلى الشفالييه بعينين تتقدان من الغضب وقالت: لعلك تمزح يا سيدي؟ - معاذ الله يا سيدتي أن أجسر على ممازحتك في هذه الشئون، ولكني أقول لك الحقيقة وهي أن لوسيان ابن عمك وخطيبك قد فتن بفتاة قروية يلقبونها بربيبة الدير.

فهاجت عوامل الكبرياء في صدر الفتاة وتبدل اصفرار وجهها بالاحمرار، فنظرت إلى الفارسين نظرة شفت عن العظمة وقالت: أقسم لك يا سيدي أنه إذا كان ما يقوله الشفالييه أكيدا فإني لن أكون أبدا الكونتس دي مازير.

فقال الشفالييه: إني لا أكذب يا سيدتي، وإذا شئت برهنت لك عن صدقي. - متى؟ - متى أردت. - إذن هات برهانك إذا كنت من الصادقين.

وقد ظهرت على وجهها عند ذلك علائم الاحتقار لابن عمها والنفرة منه، حتى إن الفارسين وثقا من نجاحهما فيما يبغيان، وفرحا فرحا لا يوصف.

Неизвестная страница