أما دليل الصيد فإنه حين رأى ما جرى، رفع سوطه وهم أن يضرب ذلك الفلاح.
ولكنه رأى أن إخوانه قد تكاثروا من حوله فخاف شر العاقبة، واستعاض عن السوط باللسان فشتمهم أقبح شتم إلى أن قال لهم: سوف ترون أيها الأشقياء ما يكون من عقابكم.
فأجابه الفلاح الذي رمى الأيل: ليعاقبنا أسيادك بما يشاءون، واحذر أن تدنو خطوة منا فلا يكون نصيبك غير الموت.
وكان لدى الدليل سلاح ناري ولكنه خشي أن يطلقه، فعاد إلى الشتائم وعادوا إلى ردها.
وعند ذلك وصلت مدموازيل أورور ورفاقها وقد اتقدت عيناها بنار الغضب، وجعلت تضطرب اضطراب ذلك الأيل الجريح.
أما الفلاحون فإنهم حين رأوها قدمت يصحبها رفاقها النبلاء وعدد عظيم من الحاشية، رعبوا وأركنوا إلى الفرار بحيث لم يبق منهم غير ذلك الفلاح الذي رمى الأيل.
وكان شابا يبلغ الخامسة والعشرين من عمره، وهو طويل القامة هزيل لكن عينيه كانتا تتقدان ببارق الشهامة.
فرفعت مدموازيل أورور سوطها فقالت له: ويحك أيها التعس الشقي! كيف جسرت على قتل الأيل الذي أصطاده؟
فضم الفلاح يديه إلى صدره وقابل نظراتها النارية دون اكتراث وقال: اضربي إذا أردت فإن الحق للقوة وأنتم الأقوياء الآن، ولكننا سننال قريبا هذه القوة وهذا الحق.
فأنزلت الفتاة سوطها دون أن تضربه، فقال لها أحد الفرسان الذين يصحبونها: أتريدين أن أترجل عن جوادي وأؤدب هذا الوقح؟ - كلا، فإني أحب قبل ذلك أن أعرف السبب الذي دعاه إلى هذه الجرأة.
Неизвестная страница