أجابه ليون بصوت خشن قائلا: إن سريز ابنة شريفة. - لا أنكر ذلك ولكن ... - ولكن ماذا؟
فأجابه بلهجة حزن، ولكني أعرف ما أقول.
فأمسكه ليون بذراعيه وهزه بعنف، وهو يقول: أنسيت أنها ستكون عروسي؟ - وإن تكن قد اختطفت. - نعم، إني سأنتقم لها، بل سينتقم لها عني الكونت.
ارتعش كولار وقال: عن أي كونت تعني؟ - الكونت أرمان دي كركاز، فقد عرفنا مرتكب هذا الجرم. - كيف عرفتموه؟ ومن هو؟ - هو ذاك الإنكليزي المحتال، أريد به السير فيليام.
بذل كولار معظم ما لديه من القوة حتى تمكن من إخفاء انفعاله، وقال في نفسه، قد غلبنا وذهبت الملايين، ثم رجع إليه سكونه وقال لليون: إني كنت قادما عندما لقيتك من المعمل الذي تشتغل فيه، أحببت أن أراك كي أحادثك بشأن سريز. - أتعلم شيئا عنها؟ - نعم، ولأجل هذا أتيتك، ولكن المقام لا يسمح لي بمثل هذه الأبحاث، فاذهب معي إلى قهوة قريبة أظهر لك ما تود معرفته في هذا الشأن. ثم ذهبا وجلسا حول منضدة معتزلة.
فقال كولار: إني صديقك، ولا أحب لك الزلل والخطأ. - أي زلل وأي خطأ؟ - إني أعلم ما لا تعلمه.
فصرخ به ليون: كفاك ألغازا، وقل لي ما تعلمه من شأن سريز. - لا أعلم شيئا، ولكني رأيتها أمس في بوجيفاك.
قال ليون وقد ظهرت عليه ملامح السرور: إنك رأيتها أمس في بوجيفاك، قل مع من كانت؟ وكيف رأيتها؟ - رأيتها في مركبة مقفلة.
فارتاع ليون وجعل العرق ينصب من جبينه، وقال: قل مع من رأيتها؟
فظهر من كولار أنه يتردد، فهزه ليون وصاح به يقول: إنك ستقتلني بهذا التردد، فبالله إلا ما قلت لي مع من رأيتها. - رأيتها مع شاب أسمر اللون وعليه ملامح الأغنياء.
Неизвестная страница