الليث بن سعد، إلا أنه ذكر أن الذي جرى له/هذا عقبة بن عامر (٢). قال أبو العرب: وغير ابن وهب يقول بل هو عقبة بن نافع، وهو الصحيح. ولا يوجد في شيء من مغازي إفريقية أن عقبة بن عامر غزا إفريقية ولا ولي عليها.
عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال (٣): لما فتح عقبة بن نافع «ودان» و«فزان» وأسلموا على يديه، سألهم: «هل من ورائكم أحد؟» قالوا:
«نعم، أهل جاوان» (٤) وهو قصر عظيم على رأس المفازة في وعورة على ظهر الجبل، وهو قصبة «كوار» فسار إليهم خمس عشرة ليلة، فحاصرهم فلم يستطع فتح الحصن، فصالحهم ثم انصرف راجعا، فأقام بموضع اسمه اليوم «ماء فرس»، ولم يكن به ماء فأصابهم عطش شديد أشرف منه عقبة وأصحابه على الموت، فصلى عقبة ركعتين، ودعا الله ﵎، فجعل فرسه يبحث بيديه في الأرض [حتى] (٥) كشف عن صفاة، فانفجر منها الماء، وجعل الفرس يمص من ذلك الماء، فانصرف عقبة فنادى في الناس أن احتفروا، فاحتفروا سبعين حسيا، فشربوا وسقوا وصار ذلك ماء معينا، فسمى لذلك «ماء فرس» إلى اليوم.