Рияд ан-Надира
الرياض النضرة
Издатель
دار الكتب العلمية
Номер издания
الثانية
"ذكر اسمه الصديق":
واختلف في ذلك لأي معنى فقيل: كان هذا اللقب قد غلب عليه في الجاهلية؛ لأنه كان في الجاهلية وجيهًا رئيسًا من رؤساء قريش، وكانت إليه الأشناق وهي الديات كان إذا تحمل شنقًا قالت قريش: صدقوه، وأمضوا حمالته وحملها من قام معه، وإذا تحملها غيره خذلوه ولم يصدقوه.
قال الجوهري: الشنق ما دون الدية، وقيل: سمي صديقًا؛ لتصديقه النبي ﷺ في خبر الإسراء. عن عائشة قالت: لما أسري بالنبي ﷺ إلى المسجد الأقصى أصبح يحدث الناس بذلك، فارتد ناس كانوا آمنوا به، وسعى رجال من المشركين إلى أبي بكر فقالوا: هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس؟ قال: وقد قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن قال ذلك لقد صدق قالوا: تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ فقال: نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك في خبر السماء في غدوة وروحة؛ فلذلك سمي الصديق. خرجه الحاكم في المستدرك وابن إسحاق وقال مكان غدوة وروحة: في ساعة من ليل أو نهار، وزاد: فهذا أبعد مما تعجبون منه.
ثم أقبل حتى انتهى إلى رسول الله ﷺ وقال: يا نبي الله، حدث هؤلاء أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة؟ قال: "نعم" قال: يا نبي الله فصفه لي فإني قد جئته، قال الحسن فقال رسول الله ﷺ: "رفع لي حتى نظرت إليه" فجعل رسول الله ﷺ يصفه لأبي بكر فيقول أبو بكر: صدقت أشهد أنك رسول الله، كلما وصف له منه شيئًا قال: صدقت أشهد أنك رسول الله قال حتى إذا انتهى قال رسول الله ﷺ لأبي بكر: "وكنت يا أبا بكر الصديق" فسماه يومئذ الصديق.
قال الحسن: وإن الله ﷿ أنزل فيمن ارتد عن إسلامه لذلك: ﴿وَمَا
1 / 79