Роман, который еще не написан

Фатима Накут d. 1450 AH
70

Роман, который еще не написан

فرجينيا وولف … رواية لم تكتب بعد

Жанры

أعتقد أنه من العدل أن أقول إنني في كل رواياتي، كنت أنهل من ذاتي وفي ذات الوقت أحاول أن أبني هياكل جمالية وفكرية.

وبالتأكيد أنا لا أنتهج في كتاباتي الروائية منهج كتابة السيرة الذاتية، غير أنني أبحر عميقا داخل مشاعري الخاصة قبل أن أكتب الرواية.

وبطبيعة الحال تتغير ذاتي مع كل رواية؛ إذ أختبر أحاسيسي وأعيد ترتيبها على نحو جديد في كل مرة. - هل ترسمين خريطة لروايتك، أم تتركينها تنمو مع تقدمها؟ - هذا يختلف من رواية إلى أخرى. دائما ما تكون لدي خطة من نوع ما للرواية، حتى ولو لم يكتمل المحور الرئيس تماما في التو. حينما بدأت «غرفة يعقوب» كان المحور الرئيسي مفقودا بالنسبة لي، غير أني كنت قد قبضت تماما على الحالة النفسية والمزاجية التي أريدها.

تخيلتها مثل بناء بغير سقالات أو هيكل ... بدا تشكيل الحضور لشخصية جاكوب تدريجيا وساحرا، يلمع مثل النار تحت طبقة من الضباب. كتبت: «دعنا نفترض أن الغرفة سوف تحمل هذا الحضور مجتمعا في الصفحة الأولى من المخطوطة»، ثم تبنيت وباشرت فكرة غرفته كنقطة مرجعية ومتكأ انطلاق للعمل.

بالنسبة لرواية «صوب المنارة» كان لدي أكثر من خطة للمشروع. رسمت شخصية مسز ومستر رامساي اتكاء على شخصية أمي وأبي، خاصة حسب ذكرياتي عنهما خلال إجازاتنا الصيفية في سانت آيفيز، حيث كنا نذهب ونحن أطفال. عرفت منذ البدء أنني أود أن أخلق حالة موت ما. كان لدي، حتى في البدايات الأولى لكتابة الرواية، فكرة تدور حول أب يجلس في قارب فيما ينشد: «سوف نفنى، كل على حدة.» بينما نحن نسحق سمكة ماكريل تحتضر. رسمت مخططا للشكل العام الذي أردته للكتاب؛ كتلتان من الكتاب، الجزء الأول والجزء الأخير يتصلان سويا عبر ممر («الوقت الذي يمر» خلال حلم اليقظة في المنتصف). وهكذا عمدت إلى تخطيط الشكل والهيكل، ثم بدأت بعدة صور قوية. أما ماذا حدث لشخوص روايتي فقد كانوا ينبثقون في رأسي فيما أتقدم في كتابة الرواية.

غير أنك لو زرت يوما مكتبتي الضخمة، لرأيت كم المحاولات التي أنجزها في الكتابة قبل أن تأخذ مسارها المضبوط، يمكنك أن تلقي نظرة على مسودات مخطوطة «صوب المنارة» أو «الأمواج»، وسوف تعرف كم الكتابات التي أخطها قبل أن أنتهي إلى رواية مكتملة! كم هو ضخم! - لماذا غيرت منهجك تماما بعد رواية «الليل والنهار»؟ - كنت مسرورة للغاية من تلك الرواية. فكرت أنها أكثر نضجا بكثير من روايتي الأولى «الخروج في رحلة بحرية». أقترح عليك أن تقرأها إن لم تكن قد فعلت؛ من أجل أن تلمس أفكاري المبكرة عن استقلال المرأة. هذه الرواية تدور حول أيهما أكثر أهمية: أن تكون نفسك من أجل خاطر الآخرين بأن تأخذ هويتك منهم (مثل مسز هيلبري، التي تؤمن بالحب والزواج)، أم أن تكون نفسك من أجل خاطرك أنت (مثل كاثرين التي خالفتها الرأي). أي من الشخصيتين من وجهة نظرك نجحت في انتزاع تعاطفك أكثر؟ ماري أم كاثرين؟

المشكلة أن النقاد كانوا فظين جدا تجاه الرواية وغير متعاطفين معها. إي إم فورستر قال إنها كانت محض رواية كلاسيكية واحتاجت الشخصيات أن تكون جديرة بالحب أكثر من هذا، أما ربيكا ويست فقد قالت إنها رأت عالم الرواية كله غريبا عنها.

حين اشترينا - ليونارد وأنا - دار نشر، وبدأنا في طباعة القصص القصيرة والقصائد الخاصة بأصدقائنا، كتبت وقتها قصة ربما تعرفها وهي «كيو جاردنز». نالت هذه القصة مع «العلامة التي على الحائط» الكثير من الاستحسان والقبول؛ كل واحد بدأ ينتبه أن لي أسلوبا مرنا وانسيابيا في وصل الأشياء معا عبر منظومة بدت أكثر تشويقا عما كان الأمر عليه في أسلوبي الكلاسيكي، ومع هذا لم أكن مقتنعة في بادئ الأمر، وواصلت الكتابة القصصية، فيما أفكر كيف يمكنني أن أجعل كتابتي أكثر مرونة وانسيابية.

ثم كتبت قصة أخرى وهي «رواية لم تكتب بعد» وبدأت أتبين أن بوسعي أن أكتب رواية كاملة على نفس النحو؛ شيء ما ينفتح على شيء آخر. هذا الأسلوب غذاني بالكثير من الأفكار وأفادني في الرواية التي كتبتها بعد ذلك وهي «غرفة يعقوب»، وفي تلك النقطة فكرت أنني أخيرا توصلت إلى كيفية أن أبدأ في قول شيء بصوتي الخاص الخالص.

غير أني ما زلت أحب «الليل والنهار» رغم كل هذا. - هل تعتقدين أن المرأة الكاتبة مطوقة بالبناء اللغوي الذي ينوء تحت ثقل المجتمع البطريركي، أم أن المرأة تستخدم ذات البنية «الذكورية» بنفس الكفاءة لكن فقط عبر طرائق مختلفة عما يقدمها الرجل؟ - أنت تجعلني أشعر أنني من طراز عتيق جدا! مثل هذا السؤال لم يكن مطروحا، ولا يمكن تصوره في زمني. كم أنا سعيدة أن حركات التحرر النسائية قد قطعت خطوات واسعة حتى الآن!

Неизвестная страница